في أول ظهور له بعد اصابته بوعكة صحية قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على هامش إشرافه على المؤتمر العادي للجامعة العامة للبلديين المنعقد بالحمامات، “حديثي حول العودة للنضال محورها تساؤل يطرحه مختلف التونسيين: أين نذهب بالبلاد ومسارها الاقتصادي والاجتماعي.. لقد قضينا 13 سنة رغم تعاقب المسؤولين نتبادل خطاب التخوين والإجرام في حق الشعب وآن الأوان ليتحمل كل شخص مسؤوليته التاريخية وأن يثوبوا إلى رشدهم لذلك قلت إن للنضال ضوابط يحددها مدى انحراف السلطة عن مصلحة البلاد”.
وتابع “ندرك جميعا أن الوضع الاقتصادي متدهور وبلغ مستوى غير مسبوق ما يجعلنا نخشى على الوطن من أي مكروه يصيبه”.
وأضاف الطبوبي في توصيف للوضع العام بالبلاد “اليوم الناس مخنوقة وباهتة وفي حيرة من أمرها تتساءل عن أفق البلاد، عندما جدت أحداث 25 جويلية بسبب أزمة سياسية خانقة الشعب وجد أمامه رئيس الجمهورية واليوم بتطور الأزمة الجميع بات يتساءل ما الحل”.
وحول دعوته لتفعيل حوار وطني، قال أمين عام اتحاد الشغل إن الحوار بات أمرا ملحا وضروريا في ظل تركيز السلطة على معارك واهية وتخوين الجميع بدل التركيز على حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في ظل تدهور المقدرة الشرائية للمواطن”.
وتوجّه الطبوبي بالقول لرئيس الجمهورية “أنت رئيس منتخب من واجبك الإنصات للجميع والعمل على إيجاد حلول للازمات المتعددة.. من غير المنطقي ألا يتحاور أبناء الوطن معارضة وحكما بل المنطقي أن يلتف الجميع رغم اختلافهم حول إنقاذ البلاد وإعلاء مصلحة الشعب بالاستجابة لمشاغله .
الطبوبي قال ان ”وطننا اليوم في مفترق طرق ولا يمكن لأيّ بلد خارجي أن يمد لنا يد الغوث.. إن بلادنا في حاجة إلى تضامن وطني حقيقي يقتضي قيام جميع الفاعلين بمراجعاته في سبيل تجاوز الاختلاف والسير نحو الالتفاف”.
وكشف الطبوبي أن المركزية النقابية بصدد القيام باجتماعات متتالية للمكتب التنفيذي في إطار الوقوف على ما قامت به من أخطاء قد تستوجب مراجعة موقفها.
وتابع “نعم نخطئ كغيرنا ولكن مؤسساتنا تدفعنا لتقييم عملنا ونرى أن الجميع مطالب بمراجعة أفعاله والالتفاف حول مصلحة الوطن على قاعدة حوار شفاف وتشاركية “.
وتوجه الطبوبي بالقول للسلطة “لا أحد يحدد مربع تحركات الاتحاد، المعركة كانت معركة حول استقلالية المنظمة، اليوم تبين الخيط الأبيض من الأسود وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وسير دواليب الدولة ما يستوجب مواصلة النضال”.
وقال لقواعد الاتحاد “انتهى الصيف وحان وقت العودة للنضال بترتيب صفوفنا والتعويل على وحدتنا النقابية ولحمتنا، فكلنا قطاع واحد واتحاد واحد”.
وأضاف أمين عام الاتحاد ”الحركة النقابية مستهدفة على جميع الأصعدة وما طال جامعة المدرسين أفضل دليل وسنرد الفعل في الوقت المناسب .. كل قضية عادلة هي قضيتنا”