فيما رائحة الموت تخيم على مدينة جرجيس تتواصل حالة الاحتقان بعد فاجعة ماسمي بـ” 18/18 ”، وشهدت المدينة صباح اليوم الأربعاء يوم حداد وغضب دعت إليه جمعية البحارة وانطلقت مسيرة ضخمة من المنطقة السياحية السويحل في اتجاه مقر المعتمدية، قبل أن يلتحق عدد كبير من تلاميذ بالمسيرة بصفة طوعية رافعين شعار وحيد “جيبولنا اولادنا’.
وارتفعت وتيرة الغضب يوم أمس بعد اكتشاف اهالي المفقودين لجثث ثلاثة من ذويهم دفنت بمقبرة الغرباء دون التثبت منها وشهدت المدينة ليلة البارحة احتجاجات ليلية باغلاق بعض الطرقات واشعال العجلات المطاطية .
وتمكن الأهالي من التعرّف على هويّة ثلاث جثث من المهاجرين الذين تمّ دفنهم موخرا في مقبرة حداٸق أفریقیا دون إخضاعهم لتحالیل الطبّ الشرعي، واستكمال جميع الإجراءات القانونية المعمول بها.
ووقع رفع عيّنات تحالیل من بين أفراد عائلات المفقودين لمقارنتها مع العيّنات التی تمّ أخذها من الأربعة جثث التي تمّ دفنها في المقبرة دون تحالیل الطبّ الشرعي، وذلك لضمان التطابق والإعلان عن نتائج التحاليل ما بین 48 و72 ساعة.
وتحوّل ظهر أمس فريق الطّبّ الشّرعي إلى مقبرة حدائق أفريقيا بجرجيس، لرفع العيّنات وإجراء التّحاليل الجينيّة لأربع جثث تمّ دفنها في المقبرة، دون عرضها على الطّبّ الشّرعي.
وكانت، عائلات المفقودين في حادثة غرق مركب على متنه 18 مهاجرا فقد الاتّصال به منذ 21 سبتمبر الماضي، قد طالبت في وقت سابق بالتّثبّت من الجثث إن كانت للأفارقة أو لأبنائهم، فيما بقيّت الجثة الرابعة مجهولة لحدّ الآن، فيما يواصل بحارة جرجيس لليوم الثالث على التوالي تمشيط السواحل بأسطول من المراكب الكبيرة والصغيرة وفريق غواصة مختصين وتمّ العثور على جثّة على بعد 10 أميال في انتظار عرضها على الطبّ الشرعي.
