تكشف دراسة غير مسبوقة أجريت باستخدام القمر الصناعي الأوروبي Sentinel-2 عن حجم هذه الكارثة البيئية: حيث تم التعرف على أكثر من 14000 شريط من البلاستيك تطفو على السطح. تحظى منطقة البحر الأبيض المتوسط بشعبية كبيرة لدى المصطافين من جميع أنحاء العالم -340 مليون سائح سنويا –
وبعد تحليل معمق لصور الأقمار الصناعية ظهر خليج قابس في تونس و دلتا بو Delta du Pô في إيطاليا من المناطق التي بها تركيزات عالية من البلاستيك في البحر
إذا كان التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية أحد التحديات الرئيسية التي تواجه التنوع البيولوجي العالمي، فإن ذلك يرجع إلى حجمها وعمرها. وتشير التقديرات إلى أنه يتم إلقاء ما بين 6 و12 مليون طن من البلاستيك في المحيطات كل عام، والتي توجد في جميع أشكالها: التي تبتلعها الحياة البرية، أو في قاع البحر، أو على الشواطئ، أو تتحلل إلى جسيمات بلاستيكية دقيقة، أو تطفو، وما إلى ذلك. بالنسبة للأخيرة، توضح دراسة حديثة تركيزها. قام باحثون إسبان بتحليل 300 ألف صورة التقطتها الأقمار الصناعية للبحر الأبيض المتوسط بأكمله. وبعد ست سنوات من المراقبة، نجحوا في وضع رؤية شاملة للتلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية العائمة. وتم التعرف على أكثر من 14 ألف شريط من البلاستيك، يبلغ طول كل منها كيلومترًا واحدًا في المتوسط.
أقصى كثافة 10 كم من الساحل
كان توزيع هذه الأشرطة أو المساحات البلاستيكية غير متجانس للغاية في البحر، حيث بلغت الكثافة القصوى حوالي 10 كيلومترات من الساحل وقبل التيارات البحرية.
وكان توزيعها في البحر الأبيض المتوسط متناقضًا أيضًا، مع وجود قوي للرياح في الحوض الغربي، خاصة باتجاه مضيق جبل طارق، بين كوت دازور وكورسيكا، في خليج قابس وعلى وجه الخصوص في الطرف الشمالي من البحر الأبيض المتوسط. البحر الأدرياتيكي.
و اضافة الى العدو الجديد -البلاستيك – فقد أصبحت أثار التلوث في قابس واضحة للعيان منذ سنوات، فقد أضر بغابات النخيل ومس المائدة المائية وأصاب السكان بالاختناق. ويشكو مزارعون وبحارة تونسيون من تعرضهم لأضرار اقتصادية بالغة جراء تلوث منطقة خليج قابس بسبب مخلفات المصانع الكيماوية في المنطقة والتي أدت أيضا إلى “تناقص ملحوظ في أعداد حيوانات بحرية ظلت تعرف بها المنطقة”
وكان خليج قابس يُعتبر موطنًا أساسيًا ومهمًا لتكاثر عدة أنواع من أسماك القرش والرايات، مما يمثل جزءًا لا يتجزأ من التنوع البيولوجي البحري في المنطقة. يجتمع الخبراء على أن القروش، بما في ذلك الأنواع المهددة مثل القرش الأبيض، يتجمعون في مياه خليج قابس خلال فترة معينة من العام لأغراض التزاوج والتكاثر. يعتبر هذا التجمع السنوي للقروش ظاهرة طبيعية مهمة لاستدامة الحياة البحرية وتوازن النظام البيئي في المنطقة البحرية. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر خليج قابس منطقة مهمة وحيوية للمحافظة على تنوع أنواع الأسماك في البحر الأبيض المتوسط، وهو يوفر بيئة مثالية لنمو وتكاثر هذه الأنواع الهامة من الأسماك.