من المنتظر ان تتم إحالة المحامية سنية الدهماني على التحقيق يوم 24 جانفي 2024 و ذلك في قضية رفعتها ضدها وزيرة العدل ليلى جفال على إثر تصريحاتها حول وضعية السجون في تونس بسبب حادثة فرار الإرهابيين الخمسة من سجن المرناقية.
و كانت الدهماني قد مثلت في 27 نوفمبر من السنة الماضية أمام قاضي التحقيق في نفس القضية و قد تم تأجيلها الى التاريخ المذكور أعلاه.
و أكدت الدهماني في تصريح سابق انه تم تقديم الشكاية على أساس الفصل 54 ، معتبرة ان هذه الشكاية تهدف إلى إسكات الأصوات و أن هناك من يعمل ضد الدولة .
قد يبدو الأمر عاديا الى حد الأن ولكن لماذا تم الاختيار على هذا اليوم 24 جانفي للتحقيق مع المحامية سنية الدهماني فهذا اليوم هو اليوم العالمي للمحامي في خطر الذي ينظمه المرصد الدولي للمحامين في خطر .
حتفل العالم في 24 جانفي جانفي من كل عام، باليوم العالمي للمحامين المعرضين للخطر، حيث يقع تسليط الضوء على وضع المحامين الذين يعانون من القمع و التعذيب و حتى القتل بسبب ممارستهم لمهنة المحاماة.
و يعتبر يوم 24 جانفي تاريخا لإحياء ذكرى مقتل أربعة محامين وزميلهم بمكتبهم في مدريد سنة 1977. و لا يزال يواجه المحامون حتى هذا اليوم تهديدات ومضايقات في جميع أنحاء العالم ولا تزال التقارير التي تؤكد تعرضهم للاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي والتعذيب والإعدام شائعة للغاية في جميع انحاء العالم.
حيث يتلقى المحامون في عدة دول تهديدًا دائمًا بسبب توليهم قضايا حساسة ودفاعهم عن “الموكل الخطأ” مما قد يكلفهم حياتهم المهنية وحريتهم.
و على سبيل المثال، قضى الدكتور محمد الركن والدكتور محمد المنصوري ، وهما محاميان وحقوقيان إماراتيان بارزان، عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات في سجن الرزين. وقد اعتقل كلاهما في جويلية 2012، وحُكم عليهما بالسجن لمدة 10 سنوات في المحاكمة الجائرة لمجموعة الامارات94.
وقد ألقي القبض على د. الركن بعد انتقاده قرارا لوزارة الداخلية يجرد موكليه من الجنسية الإماراتية بشكل تعسفي والتصريح عن عزمه على الطعن في القرار. و بعد مدة قصيرة، اختطف واقتيد إلى مكان مجهول حيث احتُجز لمدة ثلاثة أشهر في ظروف سيئة دون أي اتصال بالعالم الخارجي.
وتعرض د. المنصوري للمضايقات من قبل السلطات الاماراتية لعدة سنوات بسبب نشاطه السلمي. وقد تدهورت حالته الصحية بشكل خطير اثر اعتقاله، بسبب سوء المعاملة وظروف الاحتجاز الرديئة في سجن الرزين. كما علم المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان مؤخرًا أن د. المنصوري ظل محتجزًا في معزل عن العالم في زنزانة انفرادية لأكثر من عام قبل أن يُسمح له أخيرًا بالاتصال بعائلته في يناير 2020. كما يواجه القاضي أحمد بوعتابة الزعابي وسعيد الكندي وغيرهم من الحقوقيين والمحامين تنكيلا واسع النطاق من جانب جهاز الأمن في الامارات.
كما تعاني المحامية نسرين ستودة وعديد المحامين و المحاميات ويلات السجن في إيران …
ولا يخفى وضع المحامين في مصر المضايقات التي طالت المحامين…
كما انظمت تونس لركب الدول التي تواجه المحامين والمحاماة ومرفق العدالة تهديدات واخطارا جسيمة
هذا و يعرب المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان عن قلقه إزاء وضع المحامين في عدة دول حيث أفادت العديد من الشهادات و التقارير تعرضهم بشكل منهجي للمضايقة من قبل السلطات عند تناول قضايا معينة ويقع تخويفهم وتهديدهم لإجبارهم على التخلي عن هذه القضايا وعدم الدفاع عن موكليهم .
و قد أبدت المقررة الخاصة المعنية باستقلال القضاة والمحامين مخاوفها اثر زيارتها لعدة دول وتلقيها لتقارير، بشأن الممارسات الخطيرة التي تنتهجها السلطات في عدة دول ودعتهم إلى معالجة هذه القضايا وحماية القضاة والمحامين ومنحهم حريتهم وضمن استقلاليتهم.
والاكيد انه تبقي نسرين ستودة ايقونة المحاماة في العالم بالاضافة الى الشهيد ايبرو تتميك الواقع تصفيتها من النظام التركي ..