وصف المفتي العام بليبيا الصادق الغرياني الوجود العسكري في بلاده الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر والمتمثل في مرتزقة فاغنر بأنه “احتلال من دولة كافرة ملحدة تجب مقاومته والجهاد ضده”.
وطالب المفتي العام بليبيا المقيم بتركيا -في حديثه الأسبوعي عبر قناة تلفزيونية- الليبيين الذين يمتلكون السلاح باغتيال من وصفهم بـ”الروس الملاحدة” في الشوارع، ومضايقتهم وعدم التعامل التجاري معهم بالبيع والشراء في مناطق سيطرة حفتر في جنوب ليبيا وشرقها، واعتبارهم أعداء وغزوا أجنبيا يجب أن يخرج من ليبيا.
وقال الغرياني إن “الذين يملكون السلاح في ليبيا عليهم أن يضعوا أيديهم على الزناد وأن يعلنوا الجهاد على هؤلاء المجرمين ولا يسلموا بلادهم لأعدائهم”.
وذكر أن وجود الجيوش الروسية التي أتى بها حفتر إلى ليبيا “احتلالٌ من دولة كافرة” -حسب وصفه-، وشدد على “الأمة الليبية” -كما وصفها- باعتبار هذا الوجود الروسي غزوا لا فرق بينه وبين الغزو الفرنسي للجزائر والغزو الإنجليزي لمصر منذ عشرات السنين، ودعا إلى إخراجه بكل الوسائل.
وقال الغرياني إن عددا من البواخر وصلت إلى ليبيا في الأسابيع الماضية تحمل مئات آلاف الأطنان من المعدات والسلاح قادمة من سوريا لدعم الفيلق الروسي الأفريقي الذي قال إن قاعدته الرئيسية ستكون في ليبيا وفق اتفاق بين موسكو وحفتر الذي منح الروس معسكرات في جنوب ليبيا ووسطها.
“كل العيون على فاغنر”
مرتزقة مجموعة فاغنر “لم يزعزعوا استقرار ليبيا فحسب”، بل استخدموا البلاد أيضًا “كمنصة لزعزعة استقرار منطقة الساحل والقارة الأفريقية”. صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ”وكالة نوفا” بذلك بعد أن نشر مشروع التحقيق “كل العيون على فاغنر” تحقيقًا كشف فيه أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية قامت روسيا بنقل جنود ومقاتلين محترفين إلى ليبيا، حيث واليوم سيكون هناك ما لا يقل عن 1800 روسي متمركزين بشكل رئيسي في برقة وفزان، في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر.
التحقيق، وهو مشروع أطلقته أوبن فاكتو، وهي منظمة فرنسية غير ربحية مدمجة في منظمة إمباكت غير الحكومية ومقرها في سويسرا، تم تنفيذه بالتعاون مع موقع المعلومات المستقل “Verstka” وبدعم من راديو سفوبودا، في الروسية بواسطة أوروبا الحرة/راديو الحرية، وهي منظمة اتصالات وإذاعة إذاعية أسسها كونغرس الولايات المتحدة.
وفي حديثه لـوكالة “نوفا”،الايطالية قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه “وفقا لبعض المسؤولين الليبيين، قال السفير الروسي في البلاد صراحة إنه تم نقل المعدات والجنود إلى ليبيا لنشرهم في أجزاء أخرى من أفريقيا. وأضاف أنه خلال الانسحاب من طرابلس في عام 2020، زرعت مجموعة فاغنر ألغامًا وأفخاخًا مفخخة وأجهزة أخرى، مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص في ليبيا بين ماي 2020 ومارس 2022″.
وأوضح المتحدث أن توحيد ليبيا بوساطة الأمم المتحدة يلبي طلبات وتطلعات المواطنين، مضيفا أن هذا الالتزام يترجم أيضا في تبادل الممارسات الجيدة في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود. وتابع: “على عكس الآخرين الذين يسعون إلى استغلال ليبيا كمنصة لزعزعة استقرار المنطقة وتعزيز الانقسامات بين شرق البلاد وغربها، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم جميع المواطنين الليبيين، امتثالا للالتزامات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وبحسب موقع “كل العيون على فاغنر”، تم نقل العديد من الجنود الروس إلى ليبيا منذ بداية العام تحت غطاء منظمة شبه عسكرية. وتؤكد المعلومات الأخيرة ما نشرته “وكالة نوفا” عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية لنوفا إن الأرقام التي أفاد بها التحقيق بشأن الوجود العسكري الروسي في البلاد “تتوافق إلى حد كبير مع تقديرات القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم).” وأضاف أن مجموعة فاغنر استخدمت ليبيا “كمركز لوجستي لعملياتها في أفريقيا، والآن من المرجح أن تفعل روسيا الشيء نفسه”. وتابع أن عسكريين روس يدعمون قوات الجيش الوطني الليبي، و”لذلك نتوقع انتشارهم في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المشير خليفة حفتر”.