الى ساسة أحزابنا قبل الانفجار : هذا درس من مارتين أوبري

0
584

خلال الاعلان عن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية كان مقر الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الفرنسي يعج بكبار أعضاء الحزب ومؤيديه من مختلف الاحزاب كانوا جميعهم في حالة توتر لا توصف ولكن بعد دقائق عن وصولنا انقلبت القاعات والساحة التي تفتح على مقر الحملة الى ما يشبه مهرجان للرقص كل واحد عبر عن فرحته بعبور الرئيس الحالي فرنسوا هولاند الى الجولة الثانية والحاسمة التي سيفوز فيها فيما بعد

ولكن الملفت في كل هذا حماسة السيدة مارتين أوبري الرقم الصعب في الحزب الاشتراكي التي اكدت لنا في خضم فوضى الفرح بالعبور ان المعركة ستبدأ منذ صباح يوم الغد وعلينا ان نواصل التحرك بلا هوادة لكسب الرهان  ولم تختلف زميلتها السيدة سيغولان روايال في شيئ عن حماسة رفيقتها في الحزب رغم انها كانت في مرحلة متقدمة من قطع علاقاتها بالسيد فرنسوا هولاند

ولكن بعد صدور النتائج النهائية للجولة الثانية والكشف عن اسم رئيس الوزراء الذي سيختار تشكيلته الحكومية لم نجد اسم مرتين اوبري المقاتلة الشرسة في الحزب الاشتراكي الفرنسي ولكن سرعان ما ينهي احد الاصدقاء التونسيين من الذين لهم يد طولى في الحزب الاشتراكي الفرنسي ومطلع بشكل يكفي ليجيب على سؤالنا

فالسيدة مارتين أوبري كانت تعلم مسبقا انها لن تكون ضمن التشكيلة الحكومية القادمة وذلك باختيارها اذ انها و قبل انطلاق الحملة الانتخابية طرحت على فرنسوا هولاند ان تكون رئيسة للحكومة اذا ما فازوا بالانتخابات لكن هذا الاخير عرض عليها حقيبةوزارية لانه اتختار اسم الشخصية التي ستتراءس الحكومة فكان رد اوبري واضحا لن اقبل بأقل من ذلك وانتهى الامر عند هذا الحد ولكنها واصلت المعركة الانتخابية بكل حماسة  فالامر يتعلق بالحزب الاشتراكي وليس بمارتين اوبري او فرنسوا هولاند

ما يقودني لاستذكار كل هذا ما يدور اليوم من جدل وخصومات وتهديدات بالانسحاب من هذا الحزب او ذاك بسبب ان هذه الشخصية او تلك لم تكن على رأس القائمة الانتخابية  حتى انه هناك من الاصدقاء من يتوقع ان تنفجر احزاب وتطفو على السطح الخصومات الشخصية خلال الايام القادمة وكانما العمل السياسي هوهدف شخصي أولا  واخيرا وتلك مصيبتنا الكبرى في تونس قبل وبعد 14 جانفي

ج-ع