قال الدكتور عبد الله بوصوف، الخبير المغربي في العلوم الإنسانية ان بحث الجزائر الدائم عن لعب دور إقليمي هو حلم يراودها ويستنزف مدخرات الشعب الجزائري من عائدات الطاقة. لذلك ومنذ مجيء عبد المجيد تبون في ديسمبر 2019، فقد حاولت العودة من خلال الملف الليبي وملف سد النهضة بين مصر ودول أفريقية، كما حاولت أن يكون لها دور في ملف جنوب الصحراء الساحل وأزمة مالي وغيرها…
لكن هذا لا يعني إجبار تونس أن تكون ظل الجزائر، فهل يمكنها العيش بدون الجزائر؟ صحيح أن تونس تعيش أوضاعا مالية صعبة وقدمت طلب قرض لدى البنك الدولي بقيمة 4 مليارات دولار، كما طلبت مساعدات من دول خليجية لإنقاذها من الإفلاس. لكن، لماذا لم يقلب الرئيس قيس عناصر المعادلة بتوظيف ظروف الحرب في أوكرانيا وأزمة الغاز؟ وهل تعلم تونس أنها رئة الجزائر وأنه بدون تونس تختنق الجزائر؟ فماذا سيكون عليه الأمر لو أعلنت تونس مثلا إخضاع أنبوب الغاز نحو إيطاليا لأعمال الصيانة كما تفعل روسيا مع أنبوب ستيرم نورد 1؟
إن توقف عمل أنبوب تونس ليوم واحد يكلف الجزائر مليارات الدولارات، ويكلف إيطاليا وأوروبا الكلفة نفسها، وعندها سيهرول جنرالات الجزائر ومعهم إيطاليا والاتحاد الأوروبي محملين بالأموال والمساعدات فوق طابق من ذهب لتونس؛ لأن أنبوب تونس هي القناة الجزائرية المتبقية التي تنقل الغاز نحو أوروبا بعد إغلاق أنبوب المغرب وقطع العلاقات الاقتصادية مع إسبانيا ومشاكل في أنبوب ألميريا. كما أن تونس أقوى من الجزائر باستقبالها حوالي مئات الآلاف من المرضى سنويا في مستشفياتها، ويعيش على حدودها مئات الآلاف الجزائريين… وهي نقط قوة تونس لا ضعفها. فهل انصياع تونس هو عنوان ضعف القيادة التونسية أم هناك ملفات ضاغطة أخرى؟