دعا أسقف إيطالي الى “وقف سباق التسلح، الاستعمار الاقتصادي، نهب موارد الآخرين وتدمير بيتنا المشترك”.
وفي حديثه بالمنتدى التاسع حول الهجرة الذي نظمته أكاديمية الدراسات المتوسطية، بروما الجمعة، رأى رئيس مؤسسة (ميغرانتِس) التابعة لمجلس الأساقفة الإيطاليين، المونسنيور جانكارلو بيريغو، أنه “يجب أن يكون هذا الالتزام ذو الأولوية، والذي يمكن أن يسمح حقًا بإمكانية اختيار حرية المغادرة أو البقاء”، بالنسبة للمهاجرين.
وأوضح رئيس المنظمة الكنسية التي تعنى بقضية الهجرة: “إننا لا نشهد مجرد إفقار لموارد البلدان الأفريقية وحسب، بل سرقة قانونية حقيقية لمواردها أيضاً، وهو ما تضارب به الشركات متعددة الجنسيات وبعض البلدان”.
وأشار الأسقف إلى أن “إيطاليا أيضاً من خلال ما يسمى (خطة ماتّيّ) تريد العثور على ما مكان تحت الشمس في 9 دول أفريقية (، تونس،المغرب ، مصر، الجزائر، ساحل العاج، إثيوبيا، كينيا، الكونغو وموزمبيق)، بل وفي أنغولا وغانا أيضاً، لصالح التنمية الإيطالية في أفريقيا، مع ترك الفتات للدول الأفريقية، غير المشاركة بالخطة”.
وأردف المونسنيور بيريغو: “لكننا بعيدون كل البعد عن خطة ماتّيّ الحقيقية والوحيدة التي صاغها لمرحلة ما بعد الحرب، والتي تم إعدادها في الجامعة الكاثوليكية بميلانو قبل على مدى ما يقارب العشر سنوات بعد عام 1948، والتي كان فيها، بالإضافة إلى (مؤسس مجموعة إيني للطاقة، إنريكو) ماتّيّ، رواداً من كبار اقتصاديينا، مثل فانوني، فيكو، فانفاني، بيرا، ساراتشينو وآخرين ممن كانوا يفكرون بالتعاون من أجل تنمية الشعوب الأفريقية استجابة لدعوة البابا بيوس الثاني عشر”.
وفي نهاية جانفي الماضي علنت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، خلال القمة الإيطالية الإفريقية في روما مؤخرا عما يسمى بخطة “ماتي” الإيطالية، وهي الشراكة الإستراتيجية الجديدة المخطط لها مع الدول الإفريقية لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية.
وتقدر ميزانيتها قدرها 5.5 مليارات يورو تشمل “القروض والمنح والضمانات”، موضحة أن من هذا المبلغ حوالي 3 مليارات يورو (ستأتي) من صندوق المناخ الإيطالي و2.5 مليار من صندوق التعاون الإنمائي.
وتشمل “المشاريع الرائدة” التي تم التفكير فيها في إطار الخطة إنشاء مركز للتدريب المهني في مجال الطاقة المتجددة بالمغرب، ومشاريع تعليمية في تونس ومشاريع تتيح إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى الرعاية الصحية في ساحل العاج. وتمثل تونس وساحل العاج على التوالي ثاني وثالث أكثر بلدان المنشأ شيوعا للمهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى إيطاليا عن طريق البحر في عام 2023.
وقالت ميلوني في خطابها خلال افتتاح القمة الإيطالية الإفريقية حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية /أكي/ ” إن هذا المبلغ ليس كافيا ولهذا الغرض نريد إشراك المؤسسات المالية والدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف والاتحاد الأوروبي والدول المانحة الأخرى التي أعلنت بالفعل عن استعدادها لدعم المشاريع المشتركة”.
وسميت الخطة بخطة ماتي تيمنا بإنريكو ماتي، وهو مسؤول عام إيطالي دعا إيطاليا في خمسينيات القرن الماضي إلى دعم حكومات شمال إفريقيا لتنمية اقتصاداتها وتطوير مواردها الطبيعية.