أكّد عضو المكتب التنفيذي للاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلّف بالزراعات الكبرى محمد رجايببة أنّ صابة الحبوب للموسم الحالي ستكون أقل بكثير مقارنة بالموسم الفارط التي سجلت فيه تونس صابة بـ 7.4 مليون قنطار.
وأرجع رجايبية، ذلك إلى التغيرات المناخية ونقص الامطار المسجلة والتي أثرت بشكل مباشر على زراعة الحبوب باعتبار أنّ 95 % من مساحات الزراعية في تونس تعتمد على الامطار.
وقال المتحدث، إن الموسم الحالي سيكون صعبا على مستوى صابة الحبوب.
ومطلع هذا الأسبوع قفزت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو إلى مستوى قياسي في مارس الماضي بعد أن غزت روسيا أوكرانيا، وهي دولة رئيسية في تصدير الحبوب. وأدى سوء الأحوال الجوية في مناطق منتجة أخرى إلى انخفاض الإمدادات. وانخفضت العقود الآجلة 48 بالمئة منذ ذروتها العام الماضي، لكن أسعار الحبوب لا تزال مرتفعة وسط حالة الضبابية بشأن الإمدادات في منطقة البحر الأسود والمخاوف بشأن المحصول في الولايات المتحدة.
وتتواصل شحنات الحبوب من البحر الأسود بموجب اتفاق تدعمه الأمم المتحدة، لكن هذا الاتفاق قيد إعادة التفاوض في محادثات تبدأ هذا الأسبوع وسط خطر تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال أولي هوي، مدير الخدمات الاستشارية في شركة أيكون كوموديتيز للسمسرة الزراعية في سيدني إنه نتيجة ارتفاع الأسعار، إن المشترين غير مستعدين لتحمل مخاطر شراء الحبوب لتغطية الاحتياجات المستقبلية على الرغم من أن ذلك يعرضهم لأسعار أعلى إذا قلت الإمدادات.
وأضاف “هناك الكثير من القمح المتوفر من البحر الأسود وأستراليا ويمكن أن تنخفض الأسعار في غضون ثلاثة أشهر من الآن. ولكن إذا توقفت روسيا عن التصدير، فإن الأمور ستتغير بشكل كبير، وقد ترتفع تكلفة القمح بنحو 50 دولارا للطن. بالنسبة للمشترين، قد يحمل الانتظار مكافأة أكبر بدلا من المخاطرة”.
يقوم أصحاب المطاحن وغيرهم من مشتري القمح بتصفية مخزوناتهم. ومن المتوقع أن تتراجع مخزونات القمح العالمية للعام حتى جوان 2023 إلى 269.34 مليون طن، من 276.70 مليون طن قبل عام، في ثاني انخفاض سنوي، وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية.
وقال تاجر حبوب ألماني “من المرجح أن تتلقى تركيا ومصر والصين وكوريا الجنوبية الضربة الأكبر من وجهة نظري”.
وتظهر بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن المخزونات في مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، من المتوقع أن تنخفض إلى 3.4 مليون طن بنهاية جوان وهو أدنى مستوى في 18 عاما.
ويقدر أن تصل المخزونات في الهند، ثاني أكبر مستهلك للقمح في العالم، إلى نحو 12.6 مليون طن في يونيو حزيران، أي أقل من نصف المخزونات قبل عامين.