تحت إشراف مباشر من مدير إقيلم الأمن الجهوي بقرطاج ورئيس منطقة الأمن الوطني بالبحيرة وبحضور عدة قيادات بوزارة الداخلية، نفذت السلطات الأمنية والادارية المعنية عملية إخلاء شامل لحديقة عمومية بالبحيرة من عدد كبير من الأفارقة من جنوب الصحراء المتواجدين هناك منذ عدة أشهر وإزالة الخيام التي تم نصبها داخل الحديقة وجميع الأغراض التابعة لهم ليتم لاحقا إخلاء كامل محيط المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين.
كما شهدت مدينتا العامرة وجبنيانة من ولاية صفاقس حملة أمنية كبرى نفذتها مختلف أسلاك الأمن والحرس الوطنيين، حيث تمت إزالة خيام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء”.
والسؤال الذي يطرح اليوم أين سيتم نقل هؤلاء المبعدين في انتظار تنفيذ اجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية التي تعد عملية طويلة ومعقدة .
و كان رمضان بن عمر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أكد في وقت سابق ان للدولة مسؤولية وصفها بالكبيرة في ما يحصل بصفاقس مستندا في ذلك الى بطء التدخل لتطويق الازمة محذرا في نفس الوقت من خطاب الكراهية الذي قال انه تفشى على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في بعض المساحات الاعلامية محذرا من توجه تونس نحو احياء ما اسماه بمخطط بئر الفطناسية الذي شدد على انه اقتراح اوروبي لتجميع المهاجرين في محتشدات على الحدود الليبية.
وخلال هذا الأسبوع أكدت إيطاليا على لسان وزير داخليتها ماتيو بيانتيدوزي، أن فكرة إقامة نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس “يجب استبعادها تماماً”، كونها “لا داعٍ لها”.
وقال الوزير بيانتيدوزي، في مقابلة مع لا صحيفة (لا ستامبا) الإيطالية، يوم الإثنين: “نحن نعمل على تقاسم مشاريع تركز على العودة الطوعية المدعومة للمهاجرين”، والتي “إذا نجحت، ستؤدي إلى تخفيف الضغط على الأراضي التونسية أيضاً، مع احترام الحقوق الأساسية للأشخاص”.
وواصل الوزير حديثه: “نتوقع أن يؤدي التعاون المتزايد مع بلدان المغادرة والعبور إلى نتائج ذات أهمية متزايدة”، مبيناً أن “من المقرر أن يتم التخطيط لمرحلة أخرى لهذا التعاون في الأيام القليلة المقبلة”، إذ “سألتقي زملائي من الجزائر، ليبيا وتونس بوزارة الداخلية في اجتماع مهم”.
وهذه التطمينات الايطالية لا تتواءم بالضرورة مع التعليقات الأخيرة للمتحدث باسم الحرس الوطني حسام الجبالي، الذي أشار بوضوح شديد -حسب تقرير لمجلة جون أفريك صدر أمس – إلى العودة إلى تشغيل مخطط بئر الفطناسية جنوب تونس. وهناك، وسط الكثبان الرملية، يؤكد المتحدث أنه سيتم الاعتناء بالمهاجرين المحتملين ومعاملتهم بشكل لائق. مما يجعل الكثير من الناس يتذمرون. “تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية بسهولة في جويلية ومن المؤكد أن الخيام لن تكون مكيفة الهواء”، هذا ما قاله أحد المتطوعين الذين شاركوا في عام 2011 في الترحيب باللاجئين من ليبيا في شوشة، في نفس المنطقة.
وخلال هذا الأسبوع أكدّ رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير، إنّ “عدد المهاجرين الأفارقة غير النظاميين في كامل تونس يبلغ أكثر من 100 ألف” مما يعني ارتفاع أعدادهم مقارنة بالسنة الماضية اذ حسب
وزير الداخلية كمال الفقي الذي كشف يوم 30 جويلية الماضي أن عدد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء
الموجودون في تونس، يبلغ 80 ألف وأضاف الوزير أن 17 ألفا من المهاجرين يوجدون في مدينة صفاقس.