تواجه المناطق الفلاحية في المغرب هجوما كثيفا من قبل أسراب الجراد، مما تسبب في أضرار بليغة في المحاصيل الزراعية، خاصة الفلاحة المعيشية لسكان الواحة الواقعة في اقليم طاطا ، فيما تواصل السلطات المختصة ومصالح المركز الوطني لمكافحة الجراد عمليات المعالجة في المكان ذاته.
وكشفت مصادر مسؤولة لموقع هسبريس المغربي أن أسرابا كثيفة من الجراد تواصل هجومها على المنطقة، بالرغم من المجهودات المبذولة من قبل السلطات والمصالح المختصة لمحاربتها، مشيرة إلى أن الوضع أصبح مقلقا للغاية. وأعربت عن تخوفها من انتقال الجراد إلى المناطق الفلاحية القريبة من طاطا، وتضرر الاقتصاد الوطني من ذلك.
وأوضحت المصادر ذاتها أن المركز الوطني لمكافحة الجراد يقوم يوميا بمعالجة المنطقة من خلال رش الأدوية والمبيدات، لكن في المساء والليل تهجم أسراب كثيفة من الجراد على المنطقة، مشيرة إلى أن العملية مستمرة وستكون طويلة إلى حين القضاء على الجراد في المنطقة.
مصادر مسؤولة من إقليم طاطا أكدت أن الجراد، الذي يجتاح حاليا واد درعة بشكل كثيف، قادم من الحدود الجزائرية، متهمة السلطات الجزائرية بمحاولة ضرب مصدر عيش سكان واد درعة بإقليم طاطا، من خلال السماح لأسراب الجراد بالدخول إلى المغرب، وعدم مبادرتها بمكافحته.
وأضافت المصادر ذاتها أن “الجزائر تحارب المغرب من كل الجبهات، والآن تحاول استغلال الجراد لضرب الاقتصاد الفلاحي”، مشيرة إلى أن تطور المملكة المغربية في المجال الفلاحي مقارنة بالجزائر يجعل هذه الأخيرة تبدي غيرتها ورغبتها في إضعاف المغرب حتى في المجال الفلاحي وليس في الشأن الدبلوماسي وحده.
وترفض السلطات الجزائرية القيام برش الأدوية والمبيدات لمعالجة حدودها (مصدر الجراد)، وفق معطيات حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر رسمية، أكدت أن النظام الجزائري فشل في محاربة المغرب على جميع الجبهات، فقرر محاربته هذه المرة من خلال السماح للجراد ليحارب مكانه. إنها “حرب الجراد بالوكالة”، تضيف المصادر ذاتها.
وتواصل مصالح المركز الوطني لمكافحة الجراد عمليات المعالجة على الشريط الحدودي (واد درعة) من أجل حماية المحاصيل الزراعية للمواطنين، ومنع أسراب الجراد من الانتقال إلى المدن الفلاحية. فيما طالبت الفعاليات الجمعوية بإقليم طاطا السلطات المركزية بإرسال طائرات ووسائل لوجستيكية إضافية إلى إقليم طاطا من أجل محاربة الجراد بشكل سريع.
منظمة الأغذية والزراعة
ويعتبر الجراد من أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم، حسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، التي أكدت أن الجراد يستهدف المحاصيل الغذائية والغطاء النباتي الذي تستخدمه قطعان الرعاة.
وحسب ما نشرته المنظمة ذاتها عبر موقعها الرسمي، فإن كيلومترا مربعا واحدا من سرب الجراد يحتوي على 80 مليونا من الجراد البالغ، مشيرة إلى أنه يستطيع في يوم واحد استهلاك كمية من الطعام تساوي ما يستهلكه 35 ألف شخص. وأضافت أنه عندما تصبح الأسراب كبيرة وواسعة الانتشار تشكل تهديدا رئيسيا للأمن الغذائي وسبل المعيشة القروية.
وتساهم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في مكافحة الجراد في الدول التي تعرف اجتياحا كبيرا لهذه الحشرة، فيما لم تبد أي تعاون إلى حدود الساعة مع المغرب لمكافحة الجراد، خاصة أن أسرابه تأتي من الجزائر التي تعتبر المغرب أول عدو لها.
وفي هذا الإطار، أكد مسؤول (لم يرغب بالكشف عن هويته للعموم) أن منظمة الأمم المتحدة يجب أن تتدخل في هذا الشأن على الأقل من جهة الجزائر لمحاربة الجراد عبر أراضيها، مضيفا أن المغرب قادر على حماية أراضيه. والتمس التدخل سريعا لمحاربة الجراد القادم من الجزائر، الذي يمكن أن ينتقل عبر دول المغرب العربي ويتحول إلى خطر حقيقي على الاقتصاد الوطني لهذه الدول، وفق تعبيره.