قال موقع «ديلي مافريك» الجنوب أفريقي أن الليبيين الـ95 الذين احتجزتهم السلطات سيمثلون، اليوم الإثنين، أمام محكمة وايت ريفر الجزئية، حيث يواجهون تهما تتعلق بمخالفة قانون الهجرة، بعد دخولهم جنوب أفريقيا بتأشيرات مزورة حصلوا عليها في تونس دون الكشف عن الجهة المتورطة في العملية .
وكشف الموقع، الذي نسب معلوماته إلى مصادر لم يذكرها في جنوب أفريقيا، أن الليبيين الذي جرى اعتقالهم في معسكر للتدريب العسكري مرتبطون بقائد قوات «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، وتلقوا تدريبات على يد شركة محلية.
وأضاف أن «الليبيين المعتقلين في موقع غير قانوني للتدريب العسكري كانوا يتلقون رواتب من القوات التابعة للمشير خليفة حفتر». وكشف الموقع، نقلا عن مصادر لم يذكرها، أنه على الأرجح أبلغت الولايات المتحدة سلطات جنوب أفريقيا بشأن موقع التدريب في «وايت ريفر» بسبب العلاقة التي تربط المشير حفتر بموسكو.
وسبق أن أعلن القائم بأعمال مفوض الشرطة في ولاية مبومالانغا، اللواء زيف مخوانازي، أن الشرطة تلقت معلومات بشأن معسكر التدريب في مدينة وايت ريفر بولاية مبومالانغا، وعقدت اجتماعا للهيكل المشترك للعمليات والاستخبارات، الذي ضم وزارة الداخلية واستخبارات الشرطة، وجرى تنفيذ العملية المشتركة يوم الجمعة 26 يوليو.
وأعلنت الشرطة، بعد مداهمة الموقع، أنه كان مخصصا للتدريب الأمني، لكن جرى تحويله بشكل غير قانوني إلى موقع للتدريب العسكري، مشيرة إلى أن الموقع اشتمل على هياكل ومعدات مماثلة لتلك التي توجد عادة في مواقع تقليدية للتدريب العسكري.
علاقة عائلة حفتر بمعسكر التدريب في جنوب أفريقيا
ونقل الموقع عن الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة بلندن، جلال حرشاوي، أنه وفقا لمصادره، «فإن شركة (ميليتس دي سيكيوريتي) للخدمات الأمنية الجنوب أفريقية كانت تتولى تدريب الليبيين الـ95، ورفضت إجراء التدريبات في ليبيا، وأصرت على حضورهم إلى منطقة وايت ريفر».
وأشار حرشاوي إلى أن الحكومة المكلفة من مجلس النواب اعترفت ضمنا بعلاقتها بالقضية حين صرح وزير خارجيتها عبدالهادي الحويج بأنه يتابع قضية الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا، وسيسعى جاهدا إلى تقديم الدعم القانوني لهم.
وقارن حرشاوي بين التدريبات العسكرية في جنوب أفريقيا وما سبق أن كشفته وسائل إعلام بشأن تدريب جنود سابقين بالجيش الأيرلندي قوات تابعة للواء 166 مشاة في شرق ليبيا. غير أنه أشار إلى أن عمليات التدريب العسكري تلك، سواء في جنوب أفريقيا أو على يد جنود من أيرلندا، تعد انتهاكا لحظر السلاح المفروض على ليبيا من قِبل الأمم المتحدة.
شركة جنوب أفريقية تتولى تدريب الليبيين
شركة «ميليتس دي سيكيوريتي» مسجلة لدى هيئة تنظيم صناعة الأمن الخاص، التي أعلنت من جهتها، الجمعة، أنها علمت قبل أسبوع بشأن تدريبات عسكرية تجريها الشركة لمواطنين ليبيين، من بين آخرين، في مزرعة بمدينة وايت ريفر في مبومالانغا.
وأوضحت أنها أمرت الشركة بالتوقف فورا عن أنشطة التدريب. كما أمرت بنشر مراقبين تابعين لها لتفقد مباني المعسكر من أجل ضمان الامتثال للقوانين.
تتخصص «ميليتس دي سيكيوريتي»، حسب موقعها الإلكتروني، بعمليات الحراسة المسلحة وتنفيذ الدوريات وتأمين الشخصيات المهمة، ولها مقر إداري خارج وايت ريفر. ويؤكد موقعها الإلكتروني أن موظفي الشركة معتمدون من قِبل هيئة تنظيم صناعة الأمن الخاصة والسلطات في جنوب أفريقيا، ومدربون على المهارات العسكرية.
وأكد ناطق باسم دائرة الشرطة في جنوب أفريقيا، في تصريح إلى موقع «ديلي مافريك»، أن «شركة (ميليتس دي سيكيوريتي) معتمدة لتوفير تدريبات وخدمات أمنية. لكن هناك سمات خاصة تميز بين المنشآت في معسكر للتدريب الأمني والتدريب العسكري».
وخلال عملية المداهمة، أعلنت الشرطة العثور على أسلحة مرخصة وخيام عسكرية ومعدات للتدريب العسكري. كما وجدت مخدر الكوكايين وغيره، وجرى إرسال عينات منها إلى مختبر الطب الشرعي في بريتوريا، لتحليلها.