الرئيسيةالأولىتعود الى سنة 1662 : العلاقات التونسية البريطانية ما حالها اليوم

تعود الى سنة 1662 : العلاقات التونسية البريطانية ما حالها اليوم

أكد نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، استمرار الحوار البناء بين تونس وبريطانيا مما يعكس التفاهم والتفاعل الإيجابي بين الجانبين. 

وقال عمار -خلال لقائه مع جايمس كليفرلى، وزير الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية على هامش مشاركته في الدورة الثانية لمجلس الشراكة “التونسي-البريطاني”- إن اللقاء فرصة للإشادة بالمستوى الجيد للعلاقات بين البلدين وعكس رغبة الجانبين في تطويرها في جميع القطاعات. 

وتعود العلاقات التونسية – البريطانية إلى سنة 1662، وهو تاريخ توقيع معاهدة بين البلدين في عهد الملك تشارلز الثاني، تمّ بمقتضاها فتح القنصلية العامة للمملكة البريطانية بمدخل مدينة تونس العتيقة (باب بحر حاليا). وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميا سنة 1956.

وقد شهدت العلاقات الثنائية زخماً جديداً خلال السنوات الأخيرة لا سيما في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والطاقات المتجددة. وقد كانت الجمهورية التونسية أول دولة في شمال إفريقيا توقع إتفاقية شراكة مع المملكة المتحدة يتاريخ 04 أكتوبر 2019 (المصادق عليها بمقتضى الأمر الرئاسي عدد 137 لسنة 2020 المؤرخ في 30 نوفمبر 2020) والتي توفر إطارا قانونيا جديدا لعلاقات التعاون بين البلدين بعد خروج هذه الأخيرة من الإتحاد الأوروبي.

كما تهدف هذه الإتفاقية إلى مزيد تعزيز التعاون والحوار بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك إلى

جانب المحافظة على نفس الإمتيازات التجارية المعمول بها في إطار إتفاقية الشراكة بين تونس والإتحاد الأوروبي

وقد منحت هذه الإتفاقية لبلادنا عديد الإمتيازات الخاصة بالمنتوجات الفلاحية الغير معنية بالتبادل الحر في شكل حصص سنوية ومن أهمها حصة من صادرات زيت الزيتون إلى المملكة المتحدة في حدود 7723 طن معفية تماما من المعاليم الديوانية. على المستوى التجاري، لا تزال المملكة المتحدة تحتل المركز التاسع من بين أهم الأسواق بالنسبة لبلدنا.

وخلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2023، شهدت الصادرات إلى المملكة المتحدة انخفاضا بنسبة 43% (من 1042,1 مليون دينار خلال الأشهر السبعة من سنة 2022 إلى 591,1 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2023)، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 16%.

وتشكل قطاعات مختلف الصناعات (النفط الخام أو الزيوت المعدنية القارية وشبكات ألياف السليلوز وأجهزة الاستقبال التلفزيونية والدراجات وغيرها) والصناعات الميكانيكية والكهربائية 78,5% من الصادرات التونسية إلى المملكة المتحدة.

وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الخامسة بالنسبة لبلادنا من ناحية تدفق الإستثمار الأجنبي المباشر (IDE))، إذ تقدر حجم الاستثمارات البريطانية في تونس 783.18 مليون دينار موزعة على 91 مشروعا في مجال الصيدلة الصناعة والمنسوجات والملابس والكهربائية والإلكترونية والصناعات الميكانيكية وصناعة الأغذية.

من جهة أخرى، يعطي البلدان أولوية خاصة لتعزيز الشراكة بينهما في مجال الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين واستخلاص الطاقة المهدرة) لاسيما من خلال المزايا التي توفرها مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين سنة 2022 في مجال الطاقة المستدامة والنظيفة.

وفي المجال السياحي، لا يزال السوق البريطاني أحد أهم الأسواق بالنسبة للوجهة السياحة التونسية، ففي سنة 2014، استقبلت بلادنا 424.707 سائحا بريطانيًا، محققة رقمًا قياسيًا لم يسبق له مثيل، حتى قبل الثورة.

وتجدر الإشارة إلى أن السوق البريطانية بدأت تعود إلى نسقها الطبيعي تدريجيا وذلك حسب الأرقام المحققة، إذ استقبلت تونس 140.480 سائحا بريطانيا إلى غاية 20 سبتمبر 2023 (+75% مقارنة بعام 2022 و-22% مقارنة بعام 2019) وهو ما يعد بإمكانية إستعادة بلادنا لهذه السوق على المدى المتوسط.

وفي مجال التربية، تقدم المملكة المتحدة الدعم لتونس في قطاع التعليم بشكل رئيسي في إطار مشروع “التعليم من أجل النجاح” (هدفه الرئيسي هو تحسين اللغة الإنجليزية بين الشباب وجعل من الممكن تحقيق نتائج ملحوظة وذلك من خلال تدريب أكثر من 17 ألف معلم منذ بدايتها عام 2016).

وقد ساهم الجانب البريطاني، بالتعاون مع اليونيسيف، في إنجاز مشروع “مدرسة الفرصة الثانية” في أريانة وباب الخضراء والقيروان، مع تخصيص أموال لهذا الغرض تزيد على 4 ملايين جنيه إسترليني.

هذا، وبموجب إتفاقية الشراكة بين البلدين تمّ إنشاء مجلس الشراكة التونسي – البريطاني فضلا عن اللجان الفرعية المنبثقة عنه قصد متابعة تنفيذ إتفاقية الشراكة المبرمة بين البلدين وتندرج زيارة نبيل عمار إلى لندن في إطار إنعقاد الدورة الثانية لمجلس الشراكة التونسي- البريطاني والتي ستكون فرصة لبحث علاقات التعاون الثنائي وخلق ديماميكية جديدة للعلاقات بين البلدين خاصة في المجالات ذات القيمة المضافة ومن بينها التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والطاقات المتجددة، إلى جانب تبادل وجهات النظر بخصوص المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، علما وأنّ الدورة الأولى لمجلس الشراكة التونسي – البريطاني عقد بتونس بتاريخ 07 جوان2021

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!