تبادل المرشح الديمقراطي للرئاسة، دونالد ترامب، ومنافسته الديمقراطية وكامالا هاريس، اتهامات بالتشدد وسوء الأداء، في ملفات اقتصادية أبرزها التضخم، وأخرى اجتماعية، أبرزها الإجهاض، خلال مناظرتهما الأولى الثلاثاء على قناة ABC.
وقال ترامب إن إدارة الرئيس جو بايدن اعترفت عمليا بأن سياسته الاقتصادية، عندما كان رئيسا، كانت صائبة، بإبقائها على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته على الصين.
واتهم ترامب هاريس وبايدن بالمسؤولية عن التضخم، وقال إنه عندما ترك البيت الأبيض كانت أميركا تتمتع باقتصاد قوي يتعافى من تبعات وباء كوفيد- محذرا من المواقف اليسارية المتشددة التي قال إن هاريس تتبناها.
هاريس هاجمت ترامب بقوة في ملف الإجهاض، ووصفته بـ”المجرم المدان”، وبأنه مسؤول عن الشغب في واشنطن في السادس من جانفي 2020، وقبل ذلك في تشارليتسفل، فرجينيا في 2017.
وشهدت المناظرة جدلا حادا حول سياسات الهجرة ومكافحة الجريمة والسياسة الخارجية.
وردا على سؤال حول الحرب في غزة، قالت هاريس إن لإسرائيل الحق في دفاع عن نفسها، لكن عددا كبيرا من الفلسطينيين قد فقدوا حياتهم، داعية إلى هدنة توقف الحرب وتضمن حرية الرهائن الإسرائيليين في غزة.
أما ترامب فقال إن الحرب في غزة وتلك في أوكرانيا ما كانتا لتحدثان لو كان رئيسا، رادا على اتهام هاريس له بالضعف وسوء الأداء في السياسات الدفاعية.
ورغم العديد من الشتائم التي أطلقها ترامب ضد هاريس خلال المناظرة التي دامت ساعة ونصف في جو مشحون وفي قاعة استديو صغير طغى عليه اللون الأزرق، لم تبال كثيرا باستراتيجية الشتم هذه، بل حاولت أن تركز أكثر على برنامجها وعلى المشاريع التي تنوي إطلاقها في حال فازت بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ترامب: “هاريس ماركسية ووالدها كان ماركسي”
وبدأت المناظرة بالحديث عن ملف الاقتصاد حيث أكدت هاريس مرة أخرى بأنها ستساعد الطبقات الأمريكية الوسطى وستقوم بخفض نسبة الضرائب، قائلة:” أنا ابنة الطبقة الوسطى وأملك خطة لتخفيض الضرائب وتحسين معيشة الأمريكيين”.
ورد ترامب: “جو بايدن وكامالا هاريس دمرا اقتصاد بلادنا. هي (يقصد هاريس) لا تمتلك سياسة اقتصادية. هي ماركسية ووالدها كان ماركسي ومختص في الاقتصاد. هم من دمروا بلادنا من خلال سياسات جنونية”، مضيفا أن “هاريس لا تملك خطة للنهوض بالاقتصاد الأمريكي، بل نسخت خطة جو بايدن”.
ثم أشار ترامب إلى أنه “خلق واحدا من أعظم اقتصادات العالم” عندما كان رئيسا للولايات المتحدة واستطاع أن “يجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا”، معلنا أنه “سيفرض حقوقا جبائية جديدة على المنتجات التي تدخل السوق الأمريكية، لا سيما من الصين والمكسيك”.
ملف الإجهاض: اتهامات متبادلة
أخذ ملف حقوق المرأة والإجهاض حيزا كبيرا خلال المناظرة. وقال ترامب عن الديمقراطيين: “إنهم يدعمون الإجهاض حتى في الشهر التاسع من الحمل. هم متطرفون ومتشددون وهذا يعتبر إعداما”. فيما ردت هاريس عليه قائلة: “كلها أكاذيب”، مشيرة أنه عندما كان رئيسا للبلاد هو الذي عين ثلاثة حكام في المحكمة العليا من أجل الغاء قانون الإجهاض. مضيفة: “هناك 20 ولاية أمريكية تجرم الطبيب أو الممرضة التي تقدم الرعاية الصحية أو تساعد أي امرأة تريد الإجهاض”.
وتابعت: “ترامب لا يستثني حتى النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب”. ثم خاطبت مباشرة النساء الأمريكيات عبر قناة “إي بي سي”:” أتعهد إن أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، سأوقع على قانون الإجهاض بفخر. لكن إذا فاز ترامب سيتم مراقبة حملكم. الشعب يؤمن بحرية المرأة وأن تفعل ما تشاء بجسدها”.
ترامب: “المهاجرون يأكلون القطط والكلاب والحيوانات الأليفة”
المناظرة اشتدت أكثر عندما طرح إلى النقاش ملف الهجرة. ترامب دون انتظار اتهم الرئيس بايدن ونائبته هاريس بتشجيع المهاجرين بالقدوم إلى الولايات المتحدة.
وقال: “هم الذين سمحوا للإرهابين وتجار المخدرات بالدخول إلى بلدنا. الجرائم في دول العالم انخفضت لأن هذه الدول أرسلت جميع مجرميها لبلادنا ولكامالا هاريس. هم يدمرون بلادنا ولم يسبق أن حدث مثل هذا. لقد سمحوا بدخول 20 مليون مهاجر خلال عهدة جو بايدن”.
وأضاف: “في سبرينغفيلد، بولاية أوهايو يأكلون الكلاب، والأشخاص الذين أتوا يأكلون القطط ويأكلون الحيوانات الأليفة التي يمتلكها الأشخاص الذين يعيشون هناك. هذا ما يحدث في بلدنا، وهو أمر مخز”. لكن الصحفي الذي كان يدير المناظرة تدخل ليقول لترامب بأنه لا يوحد أي دليل يؤكد تصريحاته.
ودافعت هاريس عن موقفها إزاء ملف الهجرة بالقول بأن الكونغرس قام بتمرير قانون يسمح بنشر 1500 جندي لحراسة الحدود وملاحقة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود.
وشددت قائلة: “الشعب يريد قائدا يعالج المشاكل ولا يتهرب منها. أما ترامب فهو شخص يحاول دائما تجاوز المشاكل وليس حلها. أقول لكم تستحقون رئيسا قويا. الناس تغادر حتى مهرجاناته الانتخابية من شدة الملل”.
ملف الشرق الأوسط: هاريس مع حل الدولتين
وفي ملف الشرق الأوسط وبالتحديد الحرب بين إسرائيل وحماس، أعلنت هاريس مرة أخرى دعمها لإسرائيل وحقها في أن “تحمي نفسها”.
وأكدت: ” يحق على إسرائيل أن تدافع عن نفسها، لكن في نفس الوقت يجب على هذه الحرب أن تنتهي فورا. يجب وقف إطلاق النار وتحرير جميع الرهائن والعمل من أجل تعبيد الطريق نحو إنشاء دولتين تنعم كل واحدة منهما بالأمن والاستقرار”.
كما أعلنت هاريس كذلك بأنها ستمنح لإسرائيل القدرة من أجل الدفاع عن نفسها ضد إيران”.
ورد ترامب قائلا: “لو كنت رئيسا لما كانت هناك حرب في الشرق الأوسط ولا بين روسيا وأوكرانيا”، متابعا: “هي (يقصد هاريس) تكره إسرائيل والدليل أنها رفضت لقاء نتانياهو عندما جاء إلى الكونغرس. إسرائيل ستختفي في غضون عامين في حال وصلت إلى الحكم”.
وأثنى عما قام به خلال عهدته من أجل عزل إيران وإضعافها اقتصاديا بعدما أصبحت في عهدة جو بايدن “دولة غنية تملك 300 مليار دولار وتواصل دعمها لليمن”.
وردت عليه هاريس مرة أخرى حيث قالت بأنها “طيلة حياتها كانت تساند إسرائيل”، مشيرة إلى أن “ترامب رجل ضعيف فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وهو يحب الدكتاتوريين. وعلى سبيل المثال قال على روسيا أن تتصرف كما تشاء في أوكرانيا كما تبادل رسائل حب ومودة مع زعيم كوريا الشمالية”.