وضع تقرير صدر هذا الاسبوع عن وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن تونس خارج قائمة ال10 دول عربية الرائدة في مشاريع انتاج الطاقة النظيفة التقرير تجاهل أيضا توقيع مذكرة تفاهم في ماي الماضي بين وزارة الصناعة والمناجم والطاقة والمجمع الفرنسي “طوطال اينرجي” والمجمع النمساوي “فربوند” لتنفيذ مشروع انتاج الهيدروجين الأخضر انطلاقا من تونس وتصديره الى أوروبا عبر الانابيب.
وحسب هذا التقرير فان خطط مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا تشهد زخمًا ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية، بقيادة الدول العربية التي تمتلك مستهدفات طموحة للطاقة النظيفة في مزيج توليد الكهرباء لديها.
وتوضح بيانات حديثة حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة أن السعة المحتملة الإجمالية لمشروعات الطاقة الشمسية في القارة الأفريقية -تشمل المشروعات تحت الإنشاء وما قبل الإنشاء والمشروعات المعلنة- وصلت إلى 140.9 غيغاواط حتى جوان 2024، وهو تطور كبير حال تنفيذه كل المشروعات، مقارنة مع 10 غيغاواط تقريبًا من السعة قيد التشغيل حاليًا.
وتنقسم السعة الإجمالية المحتملة لمشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا بين 90.53 غيغاواط لدول شمال أفريقيا بقيادة المغرب وليبيا ومصر وموريتانيا والجزائر، و50.42 غيغاواط لدول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
يشار إلى أن السعة الإجمالية المحتملة في شمال أفريقيا تتضمن 3.29 غيغاواط لمشروعات في مرحلة الإنشاء، و35.86 غيغاواط في مرحلة ما قبل البناء، و 51.38 غيغاواط مشروعات معلنة فقط.
أمّا السعة المحتملة في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فتنقسم ما بين 4.8 غيغاواط لمشروعات قيد الإنشاء، و22.57 غيغاواط لأخرى في مرحلة ما قبل الإنشاء، و 23.04 غيغاواط للمشروعات المعلنة.
وبصفة عامة، جاءت 5 دول عربية في قائمة الدول الأكثر تطويرًا لمشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا حتى جوان 2024، وهي: المغرب وليبيا ومصر وموريتانيا والجزائر.
المغرب
يتصدّر المغرب قائمة تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، بسعة إجمالية محتملة تصل لـ29.05 غيغاواط حتى جوان 2024، بحسب بيانات حديثة جمعتها وحدة أبحاث الطاقة من منصة غلوبال إنرجي مونيتور.
وتنقسم تلك السعة المحتملة ما بين 1.32 غيغاواط لمشروعات قيد الإنشاء، و15.22 غيغاواط لأخرى ما قبل الإنشاء، و12.5 غيغاواط لمشروعات معلنه، ولكن لم تصل لمرحلة التخطيط أو التنفيذ.
ويسعى المغرب إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة بمزيج توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030؛ الأمر الذي يضع البلاد في مقدمة تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا.
يشار إلى أن سعة توليد الكهرباء المتجددة في البلاد ارتفعت خلال العام الماضي إلى 4.105 غيغاواط، مقابل 3.725 غيغاواط في عام 2022، مع سعة تشغيلية للطاقة الشمسية تصل إلى 750 ميغاواط حتى جوان 2024.
وأطلق المغرب في 2023 مناقصة لتطوير مشروع نور ميدلت 3 للطاقة الشمسية بسعة 400 ميغاواط/ساعة، وتجهيزها بأنظمة تخزين البطاريات بسعة 400 ميغاواط/ساعة.
ليبيا
رغم أن الطاقة الشمسية العاملة في ليبيا أقل بكثير من دول أخرى بالقارة السمراء، فإن السعة المحتملة للبلاد تجعلها بالمرتبة الثانية بقائمة تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، لكن مع الأخذ في الحسبان أن معظم هذه المشروعات في مرحلة الإعلان فقط، ولم تدخل بعد إلى التخطيط أو التنفيذ.
وبحسب البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، تصل سعة الطاقة الشمسية المتوقعة في ليبيا إلى 27.35 غيغاواط عبارة عن 27 غيغاواط لمشروعات معلنة، و250 ميغاواط ما قبل الإنشاء، و100 ميغاواط لأخرى قيد الإنشاء.
وتمتلك ليبيا قدرات كبيرة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح ولكنها غير مستغلة حتى الآن، إذ توضح الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” أن ليبيا لديها القدرة على توليد 5.3 تيراواط/ساعة من الطاقة الشمسية، و2.9 تيراواط/ساعة من طاقة الرياح.
وفي عام 2013، بدأت ليبيا تشغيل أول محطة شمسية لديها سعة 20 ميغاواط في جنوب مدينة سبها، وتصل القدرة الإجمالية قيد التشغيل حاليًا إلى 500 ميغاواط.
مصر
تأتي مصر في الترتيب الثالث بقائمة تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، بسعة محتملة تصل إلى 20.62 غيغاواط حتى جوان 2024.
وتصل سعة مشروعات الطاقة الشمسية في مرحلة ما قبل الإنشاء في مصر إلى 14.09 غيغاواط، في حين تبلغ سعة المشروعات المعلنة نحو 5.1 غيغاواط، وسعة تصل إلى 1.43 غيغاواط لمشروعات قيد الإنشاء.
وتعدّ مصر أكثر الدول العربية امتلاكًا لسعة توليد الكهرباء المتجددة وصلت إلى 6.709 غيغاواط بنهاية 2023، بحسب بيانات جمعتها وحدة أبحاث الطاقة.
وتستهدف مصر رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء بحلول 2030 إلى 42%، بل تسعى البلاد لتحديث مستهدفاتها ورفع النسبة إلى 60%، لتكون من أبرز الدول بتطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا.
وبحسب بيانات حكومية، من المتوقع زيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى 10 غيغاواط بحلول نهاية 2025، منها نحو 7 غيغاواط من الشمس والرياح.
ومع ذلك، انخفضت حصة الطاقة النظيفة -تشمل الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية- بمزيج توليد الكهرباء في مصر لـ11.79% بكمية بلغت 23.69 تيراواط/ساعة خلال العام الماضي، مقابل أعلى نسبة سجلتها في عام 2020، البالغة 12.37%،
موريتانيا
رابعًا، حلّت دولة موريتانيا بقائمة تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا بسعة إجمالية محتملة تبلغ 10.134 غيغاواط، ورغم المركز المتقدم ما يزال معظمها مشروعات معلنة فقط.
وتبلغ قدرة مشروعات الطاقة الشمسية المعلنة في موريتانيا نحو 10.1 غيغاواط، في حين تصل قدرة مشروعات قيد الإنشاء إلى 34 ميغاواط.
وشهد العام الجاري (2024) توقيع البلاد مذكرة تفاهم جديدة لتطوير مشروع “نهضة الصحراء”، ويضم عددًا من محطات الطاقة المتجددة في موريتانيا، من بينها محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
الجزائر
في المركز الخامس، جاءت دولة الجزائر بقائمة تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، بسعة إجمالية محتملة تتجاوز 7 غيغاواط.
وتصل سعة مشروعات الطاقة الشمسية المعلنة في الجزائر إلى 5.98 غيغاواط، في حين تبلغ سعة مشروعات في مرحلة ما قبل الإنشاء نحو 1 غيغاواط، وسعة مشروعات قيد الإنشاء إلى 21 ميغاواط.
وتبلغ سعة الطاقة الشمسية العاملة في الجزائر 463 ميغاواط، وتخطط البلاد للوصول بنسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 27% بحلول 2030.
وكانت الجزائر قد طرحت العام الماضي مناقصة وطنية ودولية لتنفيذ 15 محطة طاقة شمسية موزعة على 11 ولاية، بطاقة إجمالية تبلغ 2000 ميغاواط.
ويستعرض الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكثر 10 دول عربية امتلاكًا لسعة توليد الكهرباء المتجددة:
التقرير يقول أيضا أن هناك عدّة دول أخرى تأتي في صدارة تطوير مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، منها تونس، بسعة محتملة تبلغ 6.51 غيغاواط حتى جوان 2024.
وتنقسم السعة المحتملة في تونس ما بين 5.29 غيغاواط لمشروعات الطاقة الشمسية ما قبل الإنشاء، و800 ميغاواط للمشروعات المعلنة، و420 ميغاواط لمشروعات قيد الإنشاء.
ومن بين الدول المطورة لمشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا، دولة جنوب أفريقيا، بسعة محتملة تصل إلى 6.22 غيغاواط، تنقسم ما بين مشروعات قبل الإنشاء بقدرة تبلغ 4.13 غيغاواط، ومشروعات قيد الإنشاء بطاقة 1.49 غيغاواط.
كما تطور ناميبيا وجيبوتي سعة محتملة كبيرة من الطاقة الشمسية، لتصل إلى 5.69 غيغاواط و5.03 غيغاواط على التوالي.