يصادف اليوم الذكرى 227 لتوقيع معاهدة السلام والصداقة في 28 أوت1797 بين الولايات المتحدة وتونس، التي كانت تحت حكم الحسينيين آنذاك. تعلن المادة الأولى مبدأ “السلام الدائم الصداقة الدائمة”.
كان تعاطى نشاط القرصنة إحدى ميزات بلاد الساحل البربري كما سماه الغرب آنذاك حيث كان النشاط التونسي متقطعا متناسبا مع تأرجح الاوضاع بين الحرب والسلم لكنه شهد عموما تناقصا خاصة مع صعود الحسينيين إلى العرش التونسي حيث انحازت تونس إلى السلام مع القوى الأوروبية ونتيجة لذلك لعبت تونس دورا هاما خلال القرن التاسع عشر عبر كبح القرصنة الجزائرية والليبية والتي كانت لها مع الولايات المتحدة الأمريكية عدة مواجهات بحرية كبرى. وبذلك تطورت علاقات السلام والصداقة بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية والذي أدى إلى توقيع البلدين على معاهدة تونس في 28 أوت 1797 وجاء في البند الأول من المعاهدة:
فليكن هناك سلام دائم بين الولايات المتحدة الأمريكية والباشا العظيم، باي تونس، وكذلك الصداقة الدائمة، والتي ستزيد أكثر وأكثر.
تعتبر العلاقات التونسية الأمريكية علاقات طيبة للغاية وذات مكانة خاصة للبلدين حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 200 عاما كما تعتبر تونس حليفا للولايات المتحدة خارج منضمة الناتو. حافظت الولايات المتحدة على تمثيل رسمي بالجمهورية التونسية بصورة شبه مستمرة منذ عام 1795. لا ترتبط الحكومتان بمعاهدات أمنية ولكن العلاقات كانت متقاربة منذ استقلال تونس. عانت العلاقات الأمريكية التونسية سنة 1985 بعد قصف إسرائيل لمقر منظمة التحرير الفلسطينية بمدينة حمام الشط بتونس إعتقادا من الأخير أن الولايات المتحدة كانت على علم بالهجوم وربما تورطت فيه، فهدد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. في النهاية، تراجعت تونس عن ذلك بعد أن نأت الولايات المتحدة بنفسها صراحة عن تصرفات إسرائيل وتراجعت عن حق النقض ضد قرار الامم المتحدة واللذي أدان إسرائيل في سابقة تاريخية للديبلوماسية الأمريكية.