توقع عادل الهنتاتي الخبير في البيئة والتنمية المستدامة أن تجسل هذه الصائفة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة بـ12 درجة، مقارنة بالمعدلات الطبيعية لشهر جوان.
وأفاد في برنامج صباح الناس اليوم الأربعاء 19 جوان 2024، بأن كل المؤشرات تبيّن أنّ صيف 2024، سيكون أشدّ حرا من صيف 2023، حيث ستتجاوز درجات الحرارة الـ50 درجة، وفق نموذج المحاكاة في بعض البلدان. وهو دليل أساسي لتغيّرات المناخية التي تشهدها الارض، وفق تقديره.
وأضاف عادل الهنتاتي أن التغيرات المناخية لم ثؤثر فقط على درجات الحرارة بل تسببت أيضا في تضبضب المناخ على غرار الامطار الغزيرة وفجئية التي شهدها العالم خلال الشهر الجاري.
كما ستؤدي التغيرات المناخية الى ارتفاع مستوى البحر الذي سيؤثر على الحياة اليومية، لمتساكني السواحل وسيزيد من الشح المائي، متابعا: ”أظهرت دراسات في تونس أنّ ثلث مياه السدود مهدّدة بالتبخّر بمفعول درجات الحرارة المرتفعة الثلاثة أيام القادمة ”.
وكانت وكالة الناسا أكدت في دراسة نشرتها يوم 13 جوان الجاري بأنّ الأشهر الـ12 الماضية سجلت رقما قياسيا جديدا لدرجات الحرارة العالمية. وأوضحت أن شهر ماي 2024 جاء بعد أفريل ومارس وفيفري وجانفي في تسجيل مستويات قياسية جديدة من حيث متوسط درجات الحرارة. وقبل ذلك، كان شهر جوان وحتى ديسمبر 2023 قد فعل الشيء نفسه تمامًا.
وتعد هذه المرة الأولى في التاريخ منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وهو مؤشر على الاحترار السريع الذي يشهده كوكبنا الآن. والأمر الأكثر إثارة للقلق أن هناك ما هو أسوأ في المستقبل.
وقال مدير ناسا بيل نيلسون: “من الواضح أننا نواجه أزمة مناخية.. تشعر المجتمعات في جميع أنحاء العالم بالحرارة الشديدة بأعداد غير مسبوقة”.
وفي نوفمبر 2023، كان متوسط درجة الحرارة العالمية أكثر حرا بما يزيد على درجتين مئويتين مقارنة بمستويات العادية.
الأسباب…
وأكّد مدير الناسا، أنّه على الرغم من الأدلة التي تشير إلى أن مناخ كوكبنا يتغير بشكل جذري، فإن البشرية تضخ المزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة أكثر من أي وقت مضى في التاريخ. نحن نتجه نحو حافة الهاوية المناخية ولا تظهر أي علامات على التباطؤ.
وكما تشير الدراسات ذاتها، إلى أن السنوات العشر الماضية على التوالي كانت الأكثر دفئا منذ أن بدأنا في حفظ السجلات في نهاية القرن التاسع عشر. قبل هذه السلسلة الممتدة على مدار العام الجديد، حدثت الفترة الأكثر سخونة بين عامي 2015 و2016، واستمرت 7 أشهر.
وقالت كيت كالفين، كبيرة العلماء وكبير مستشاري المناخ في وكالة ناسا: “إننا نشهد المزيد من الأيام الحارة، والمزيد من الأشهر الحارة، والمزيد من السنوات الحارة.. نحن نعلم أن هذه الزيادات في درجات الحرارة ناجمة عن انبعاثات الغازات الدفيئة لدينا وتؤثر على الناس والنظم البيئية في جميع أنحاء العالم”.