أسابيع قليلة تفصلنا عن انعقاد دورة الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تحتضنها سنويا العاصمة الأمريكية واشنطن ومازلت الزيارة المنتظرة لوفد صندوق النقد الدولي الى تونس وذلك في اطار المراجعة السنوية طبقا لم تتحدد بعد أن تمّ تأجيل زيارة لفريق من صندوق النقد الدولي إلى تونس في إطار مشاورات المادة الرابعة لعام 2024 المتعلقة بالأداء الاقتصادي ،التي كانت مرتقبة من 5 إلى 17 ديسمبر 2023، بطلب من السلطات التونسيّة، وفق مصدر من صندوق النقد الدولي.
المصدر ذاته أكّد أن هيكل التمويل الدولي يبقى على استعداد لإجراء المشاورات السنوية في إطار المادّة الرابعة للصندوق، المتعلّقة بمراجعة الأداء الاقتصادي التونسي.
وقد أكّد مصدر من البنك المركزي التونسي تأجيل هذه الزيارة موضحا أنّ السلطات التونسيّة وصندوق النقد الدولي اتفقا على تأجيل الزيارة إلى موعد لاحق سيتم تحديده بالتشاور بين الطرفين.
وعلى الرغم من مرور 3 أشهر تقريبا الا أنه لا يوجد الى حد اليوم أي مؤشر لموعد مرتقب لتحديد موعد لزيارة وفد من صندوق النقد الدولي مقابل ذلك تعددت زيارات المسؤولين من البنك الدولي الى تونس كان اخرها هذا الأسبوع حيث أدى فريد بلحاج نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث التقى عدد من المسؤولين في تونس من بينهم المحافظ الجديد للبنك المركزي حيث أكد بلحاج “استعداد المؤسسة الدولية لدعم المشاريع مع تونس في المجالات الاجتماعية والاقتصادية من خلال إقرار حزمة تمويلات سنوية في إطار التعاون الاستراتيجي بما يستجيب لتطلعات بلادنا ويتلاءم مع أولوياتنا الوطنية، مشيرا إلى تقديم البنك تقريره حول التنمية والمناخ في تونس والذي خلُص إلى توصيات هامة خصوصا في مجال تطوير القطاع الفلاحي والتصدي للتغيرات المناخية.”
وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة التي أطلقتها منتصف الشهر الجاري كريستالينا غورغيفا مديرة صندوق النقد الدولي خلال لقائها بدبي مع رئيس الحكومة أحمد الحشاني الأن الوضع بقي يراوح مكانه.
وكشفت مديرة صندوق النقد الدولي ان رئيس الحكومة احمد الحشاني اكد لها ان ابواب تونس مفتوحة على مصراعيها أمام الصندوق خلافا للأحاديث عن غلقها الابواب امامه مؤكدة ان تونس تعاني من مشاكل خطيرة وان نسبة التضخم بها مرتفعة للغاية لافتة الى ان الصندوق سيكون سعيدا بدعم تونس.
وعلى هامش المنتدى المالي العربي المنعقد بدبي قالت غورغيفا :” برنامج صندوق النقد الدولي هو تعزيز للدول وتختار الحصول عليه على اساس كيفية تقييم ظروفها ..تونس استفادت من عائدات السياحة… لقد قامت بعمل جيد في الاستفادة من زيادة الطلب على السفر الذي ارتفع بعد جائحة كوفيد …لكن تونس تواجه ايضا مشاكل خطيرة …التضخم مرتفع للغاية وتوقعنا ان يبلغ هذا العام 9.8 بالمائة …النمو ابطأ من المتوسط في المنطقة وتوقعنا ان يبلغ 1.9 بالمائة هذا العام لذلك فان تونس بحاجة الى التفكير في ما اذا كان البرنامج سيكون مفيدا …الاعتماد على ما وُجد الصندوق لاجله لتقوية البلدان..”
واضافت” لقد عقدت اجتماعا جيدا للغاية مع رئيس الوزراء التونسي (احمد الحشاني) وناقشنا انفتاح تونس للاعتماد على نصيحة الصندوق…. في الواقع قال لي ان كل الاحاديث تدور عن غلق تونس ابوابها امام صندوق النقد الدولي وقال اريد ان اقول بكل وضوح ان الباب مفتوح على مصراعيه ولذلك سنستمر في التعاون مع تونس ودعمها اذا قررت انه من المفيد الذهاب أبعد من النصائح المتعلقة بالسياسات ….بالنسبة لنا سنكون بالطبع سعداء بدعم تونس…”
وكان مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالصندوق جهاد أزعور قد أعلن عن زيارة فريق صندوق النقد الدولي خلال الإجتماعات السنوية 2023 لمجموعة البنك والصندوق الدوليين، التّي انعقدت من 9 وحتّى 15 أكتوبر 2023، بمراكش بالمغرب. كما أكّد هذه الزيارة محافظ البنك المركزي في حينه مروان العبّاسي، خلال الإجتماعات ذاتها.
وللتذكير فإنّ المحادثات بين تونس وصندوق النقد الدولي بشأن برنامج تمويل جديد في إطار آلية تسهيل الصندوق الممدد مازالت معلّقة منذ ما يزيد عن السنة. وكان صندوق النقد والسلطات التونسيّة قد توصلا في أكتوبر 2022 لاتفاق على مستوى الخبراء لدعم السياسات الاقتصادية لتونس ببرنامج يمتد على 48 شهرا بعنوان آلية تسهيل الصندوق الممدد بقيمة تناهز 1،9 مليار دولار. لكن لم يعرض ملف تونس على مجلس إدارة الصندوق منذ ذلك التاريخ.