ذكر أستاذ الاقتصاد المعروف ارام بلحاج في تدوينة له اليوم بأنه نبه في وقت سابق في العديد من المرات من مخاطر تعويل الدولة على البنوك في إطار تمويل الميزانية.
وقال بلحاج ” كل من يستحسن اللجوء المفرط إلى التداين الداخلي (بمنطق التعويل على الذات والقطع مع صندوق النقد الدولي وماشابه)، عليه أن يقرأ آخر تقرير للبنك الدولي حول نفس الإشكال.
للأسف، تونس أصبحت من ضمن البلدان ذات المخاطر العالية (distressed country) وسيكون لهذا التوجّه تداعيات كبيرة على القطاع المصرفي بصفة خاصة وعلى الاقتصاد ككل بصفة عامة (نفس الشيء بالنسبة لمصر، ولكن، هاته الأخيرة استطاعت على الاقل تحقيق نسب نمو محترمة والتقدم، ولو ببطئ، في عملية الإصلاح).
هل معنى هذا ان نرتمي في أحضان صندوق النقد الدولي؟ قطعا لا. الاحرى بنا التفاوض معه على برنامج إصلاحات بخيارات وطنية؛
وهل معنى هذا ان نعود إلى مستويات تداين خارجي كبيرة عوض التعويل على البنوك وعلى التداين الداخلي؟ قطعا لا. الاحرى بنا إيجاد توازن في عملية التداين وحسن التصرف فيه وتوجيهه نحو خلق الثروة؛
ويبقى الأهم والاشمل من كل هذا هو الذهاب نحو إصلاح حقيقي للمالية العمومية ولقطاعنا البنكي والمالي ولمناخ الاستثمار في يلادنا والخروج من الحلقة المفرغة “عجز كبير-تداين كبير-اقتصاد راكد”!!!”
يقول تقرير للبنك الدولي صدر نهاية أوت الماضي تحت عنوان ” المالية والرخاء ” انه في حين أن مخاطر القطاع المالي في البلدان الأكبر حجما والأعلى نصيبا للفرد معتدلة، فإن نصف البلدان ذات الدخل المنخفض تواجه مخاطر كبيرة، وما يقرب من 70 في المائة من البلدان التي تواجه مخاطر عالية في القطاع المالي ليست مستعدة حاليا بشكل كاف للتعامل مع الضغوط المالية. ويحدد التقرير أيضاً خطراً خاصاً يواجه القطاعات المالية في العديد من البلدان: التعرض الكبير والمتزايد للديون السيادية. وقد ارتفع هذا التعرض إلى أعلى مستوى له في العقد الماضي. وهذا يدل على أن الهيئات التنظيمية لديها مهمة أكثر صعوبة للقيام بها من مجرد تسهيل قيام الشركات بتقديم صورة مجيدة متجاهلة المخاطر المرتبطة بزيادة الأرباح.
.
