حسب موقع “أيرو روت ” المتخصص، فإن الناقلة التونسية قامت بحذف رحلاتها إلى دوالا – الكاميرون – وليبرفيل – الغابون – من برنامجها للموسم الصيفي 2025، ويمكن تفسير هذا القرار، الذي يأتي بعد أن كانت الخطوط التونسية قد تواصلت بالفعل بشأن هذه المسارات الجديدة، بصعوبات تشغيلية أو اقتصادية .
تم الإعلان عن مشروع الخطوط الجوية التونسية لإطلاق أنشطتها في أفريقيا الوسطى، بعد الإعلان عنه وسط ضجة كبيرة في الكاميرون والغابون في نهاية عام 2024 ثم تأجيله إلى النصف الأول من عام 2025.
وبالفعل، بحسب موقع “أيرو روت ” المتخصص، حذفت شركة الطيران الوطنية التونسية القائمة الأولية لجداول دوالا وليبرفيل لموسم صيف 2025 بأكمله، والتي كانت مقررة مبدئيا اعتبارا من مارس 2025، وهذه الرحلات التي كان من المقرر أن تسيّرها طائرة إيرباص أ320 نيو بترددات تتراوح. من مرة إلى مرتين في الأسبوع، لم تعد تظهر في جداول الشركة. ومن الممكن أن يكون هذا القرار، الذي لا يزال يتعين توضيح أسبابه، مرتبطا بالوضع الاقتصادي العالمي أو بالصعوبات التشغيلية التي تواجهها الناقلة التونسية.
“لم يتم فتح الحجوزات لهذه الطرق مطلقًا. »، يؤكد المصدر ” الخطوط التونسية تمر بفترة صعبة بشكل خاص. منذ عدة سنوات، تعاني شركة الطيران التونسية من صعوبات مالية وتشغيلية. وفي الأسابيع الأخيرة، تدهور الوضع أكثر مع سلسلة من الأحداث: تأخيرات متكررة في الرحلات الجوية، وتعطل طائرات، وفضائح فساد. وكان من شأن القبض “على رئيس مجلس الإدارة والمدير العام، أن يزيد من إضعاف الشركة.
وكان لهذه الاضطرابات الداخلية تداعيات مباشرة على الركاب. وفي بداية نوفمبر، تقطعت السبل بالعديد من المسافرين الفرنسيين في مطار تونس بسبب إلغاء رحلاتهم. وبررت الخطوط التونسية هذه الإلغاءات بـ”مشاكل فنية مفاجئة”. وسلطت هذه الحوادث الضوء على هشاشة شبكة الشركة وأثارت قلق الركاب.
ولمعالجة هذا الوضع، أعلنت الخطوط التونسية عن استئجار ثلاث طائرات إضافية لتعزيز أسطولها وضمان نقل مسافريها. كما أشارت الشركة إلى أنها ستغطي تكاليف تغيير الحجوزات للمسافرين المتضررين. وبفضل هذه الإجراءات، تمكنت ثلاث طائرات من الهبوط في فرنسا وعلى متنها عدة مئات من الركاب. لكن رغم هذه الجهود، لا تزال الصعوبات التي تواجهها الخطوط التونسية قائمة.
العواقب في وسط أفريقيا
وحسب صحيفة “ ايكو ماتان الكاميرونية “يتم إلغاء خطي تونس-دوالة وتونس-ليبرفيل في سياق متناقض. والواقع أن الكاميرون والغابون وتونس قامت مؤخراً بتكثيف تعاونها الاقتصادي. وقبل أيام قليلة من هذا الإعلان، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين تونس والغابون لتعزيز تجارتهما في القطاعات الرئيسية مثل الصناعة الزراعية والتصنيع والتعدين.
ويهدف إنشاء منصة للتعاون التجاري بين البلدين إلى تسهيل التبادلات وتحديد خارطة طريق للمشاريع المشتركة المستقبلية. إن إلغاء هذه الروابط الجوية المباشرة يهدد بإبطاء هذا الزخم الاقتصادي من خلال الحد من التجارة وسفر رجال الأعمال بين البلدين. ومن المهم أن نلاحظ أن النقل الجوي يلعب دورا حاسما في تطوير العلاقات الاقتصادية، ولا سيما من خلال تسهيل تبادل السلع والخدمات، فضلا عن سفر رجال الأعمال.
ومن الناحية الملاحظة، تفضل الخطوط التونسية الآن الخطوط ذات الإمكانات العالية، كما يتضح من فتح روابط منتظمة جديدة بين تونس وكاتانيا في إيطاليا. وبعد فترة تجريبية ناجحة في جوان وجويلية 2024، قررت الشركة إدامة هذا المسار من خلال تقديم رحلتين أسبوعيًا اعتبارًا من 20 ديسمبر. خلال موسم الصيف لعام 2025، تقوم شركة الطيران بجدولة الرحلة الأسبوعية الثالثة اعتبارًا من 24 جوان . وفي الوقت نفسه، تواصل الخطوط التونسية تسيير رحلات جوية مستأجرة لتلبية الطلب الموسمي.
وخلال الأسبوع المنقضي أكد رئيس مجلس الاعمال التونسي الافريقي انيس الجزيري ان اللقاء الذي جمعه يوم 22 نوفمبر الماضي بوزير الشؤون الخارجية تطرق الى الزيارة التي اداها الوفد التونسي الى الغابون وفرص الاستثمار الكبيرة التي تزخر بها هذه البلاد خاصة لرجال الاعمال التونسيين.
وأوضح انيس الجزيري خلال تدخله في برنامج هنا تونس على ديوان اف ام ان البعثة الاقتصادية متعدّدة الاختصاصات إلى الغابون رافقها المدير العام للعلاقات الثنائية مع الدول الإفريقية بالوزارة.
كما اعتبر الجزيري ان تعزيز الاستثمار في دول افريقيا جنوب الصحراء يتطلب تعزيز الجانب اللوجستي وتطوير النقل البحري خاصة بين تونس ومدن داكار وابيدجان والتي تستقبل عشرات المؤسسات التونسية الناشطة هناك بالإضافة الى تطوير الخطوط الجوية بين تونس وهذه الدول وعقد شراكات مع عدد من شركات النقل الافريقية على غرار الخطوط الجوية الأثيوبية الرائدة لتعزيز تواجدها بتونس.
