على هامش الزيارة التي قادت الجنرال الأمريكي مايكل لانجلي، قائد قوات “أفريكوم”، بداية الأسبوع الماضي إلى المغرب، حيث تباحث مع عدد من مسؤوليه العسكريين، علق روبرت غرينواي، نائب مساعد الرئيس الأمريكي السابق والمدير الأول لإدارة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، على هذه الزيارة في منشور له بحسابه على منصة “إكس”، بالقول إن “المغرب سيكون موقعا مثاليا لمقر القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)”.
وليست هذه المرة الأولى التي تُثار فيها المطالب بنقل مقر “أفريكوم” من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى المملكة المغربية، إذ سبق للسيناتور الأمريكي دان سوليفيان أن أكد في تصريحات له أمام لجنة الجيش بمجلس الشيوخ، في مارس الماضي، على أهمية استضافة إفريقيا مقر القيادة الأمريكية في هذه القارة، مشددا في الوقت ذاته على أن المغرب من الحلفاء الموثوقين لبلاده والمرشحين لاستضافة مقر هذه القيادة، على اعتبار توفره على مجموعة من المؤهلات التي ترشحه لذلك، أبرزها الأمن والاستقرار واستدامة علاقاته مع واشنطن.
وردا على هذه التصريحات أكد الجنرال مايكل لانجلي بدوره أن “وجود مقر أفريكوم في إفريقيا سيكون مفيدا”، غير أنه أشار في المقابل إلى أن “الموقع الحالي للقيادة مفيد هو الآخر، على اعتبار أنه يوفر القرب مع العديد من الشركاء”.
وانطلق النشاط الفعلي للقيادة الأمريكية في إفريقيا بداية شهر أكتوبر من العام 2008، ليتم إثر ذلك إضافة قيادة جديدة إلى القيادات الأمريكية الإقليمية السابقة، على غرار القيادة الأمريكية في أوروبا والقيادة الأمريكية للمحيط الهادي. وتشكل هذه القيادة منصة لإدارة المناورات الدورية والمنتظمة بين الجيش الأمريكي وجيوش أكثر من 50 دول إفريقية، على غرار مناورات “الأسد الإفريقي” التي ستحتضن المملكة نسختها برسم هذه السنة في الفترة الممتدة من 20 إلى 30 ماي القادم.
وتتوخى الإدارة في واشنطن، من خلال إنشاء القيادة الأمريكية في إفريقيا، تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها مساعدة الدول الإفريقية الشريكة للولايات المتحدة الأمريكية على تحييد الأخطار التي تشكلها التنظيمات الإرهابية عليها، وضمان المرونة والسرعة في التعامل مع الأزمات الأمنية التي تشهدها بعضها، وكذا تعزيز علاقات التعاون الأمني والعسكري. ويُترجم تأسيس “أفريكوم” تزايد الاهتمام الأمريكي بالقارة السمراء، خاصة في ظل تنامي صراع النفوذ بين القوى الدولية الكبرى على الساحة الإفريقية.