فسرت جريدة مالطية اجتماع قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر بممثلي حكومتين في الاتحاد الأوروبي قبل أيام، بأنه «توجه نحو الاعتراف الفعلي بسلطته السياسية».
ووصفت «تايمز أوف مالطا» في تقرير، لقاء وزير الشؤون الداخلية المالطي بايرون كاميليري مع المشير خليفة حفتر، بأنه «مثير للدهشة»، ومن بين جملة من المواضيع، ناقش الجانبان التعاون الأمني والتدريب، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الاتجار بالبشر.
ولم يكن هذا هو الاجتماع الأول لممثلي الحكومة المالطية مع حفتر حسب الجريدة المالطية، فقد التقى السكرتير الدائم لوزارة الخارجية مع الإدارة التي تتخذ من بنغازي مقرا لها في العام الماضي. لكن زيارة الأسبوع قبل الماضي تظهر أن مالطا ترفع من أولويات تمثيلها الدبلوماسي في هذا الجناح من البلد.
لقاءات حفتر مع المسؤولين الأوروبيين.. ماذا تعني؟
وبعد يوم واحد، التقى حفتر برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وكانت أجندتها مماثلة لأجندة مالطا: الاتجار بالبشر والأمن والطاقة والتعليم. وعقد حفتر اجتماعين مع حكومات الاتحاد الأوروبي خلال أسبوع، وهو ما ترى الجريدة أنه «توجه من الحكومات الأوروبية نحو الاعتراف الفعلي بالسلطة السياسية لحفتر».
وقالت «تايمز أوف مالطا»: «في الشرق، يحكم حفتر بقبضة من حديد مع أبنائه، لكن تعتبر إدارته أكثر استقرارا من حكومة الوحدة الوطنية في غرب ليبيا».
ولفت التقرير إلى العلاقات القوية التي تجمع حفتر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى نشاط مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر»، وتفاقم «الخصومات السياسية الداخلية في ليبيا بسبب وجود مقاتلين أجانب، تدعمهم قوى مختلفة من بينها تابعين لروسيا وتركيا».
سياسة واقعية واستعداد «للتسوية حتى مع أمراء الحرب»
وأشارت الجريدة المالطية أنه في هذا السياق غير الآمن، «تزدهر الجريمة المنظمة وظروف الاتجار بالبشر عبر الصحراء، والاحتجاز في ظروف شبه خارجة عن القانون، وتهريب البشر المحفوف بالمخاطر عبر البحر». وخلصت إلى أن «أوروبا، وخاصة الدول الحدودية مثل إيطاليا ومالطا، مستعدة للتسوية حتى مع أمراء الحرب»
ومع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو، تعتبر الجريدة أن التعامل مع حفتر اليوم يعني «الاعتراف بأن السياسة الواقعية والرؤية كانت غائبة منذ أكثر من عشرة أعوام»، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي في موقف أضعف كثيرا فيما يتصل بالتأثير على الأحداث اليوم، ومع ذلك، «لا ينبغي له أن يكرر خطأه»، حسب المصدر.
لكن الجريدة بيّنت إن الترتيبات الموقتة الجزئية مع ليبيا لن تسفر عن أكثر من مكاسب موقتة تدريجية، وخلصت إلى الحاجة الماسة لرؤية استراتيجية أوروبية طويلة الأمد لشمال أفريقيا وبلاد الشام.