قالت صحيفة وول ستريت جورنال واسعة الاطلاع انه وفقًا لمسؤولين عرب وأوروبيين، فإن الدول العربية عرضت على الرئيس السوري بشار الأسد صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط وفي الوقت نفسه كبح نفوذ إيران.
في المحادثات التي قادها الأردن في البداية، اقترحت الدول العربية مساعدات بمليارات الدولارات للمساعدة في إعادة بناء سوريا بعد الحرب الأهلية التي استمرت 12 عامًا في البلاد وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة الأسد، على حد قول المسؤولين. في المقابل، سيشارك الأسد مع المعارضة السياسية السورية، ويقبل القوات العربية لحماية اللاجئين العائدين، ويقمع تهريب المخدرات غير المشروع ويطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في البلاد.
وأوضح مستشار للنظام السوري ومسؤولون عرب وأوروبيون مطلعون -وفق وول ستريت جورنال- أن المحادثات لا تزال في “مرحلة مبكرة”. وقال المسؤولون إن هذه المحادثات زادت فاعلية بانضمام السعودية، التي تعد أقوى الدول العربية نفوذاً، حيث دعا الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في فيفري الماضي، إلى إنهاء الوضع الراهن في سوريا، والسماح لها بالتعافي من أزمتها الإنسانية طويلة الأمد.
وقد يكون الانفراج بشأن التفاوض مع الأسد أحد أكثر الأمثلة صراحة على ما يشهده الشرق الأوسط من ترتيبات واسعة لإعادة بناء التحالفات، وتلاشي التوترات الناشئة عن انتفاضات “الربيع العربي”، وتغيُّر مصالح القوى الأجنبية في المنطقة، وفق الصحيفة ذاتها.