”لا يمكنكم إطلاق النار علينا، لايمكنكم إطلاق النار علينا، سنغادر المياه الآن“ هكذا رد طاقم سفينة الإنقاذ “أوشن فايكينغ” التابعة لمنظمة ”إس أو إس ميديتيرانية“ بعد اقتراب مركب خفر السواحل الليبي من السفينة، وتهديدهم المباشر لها، وإطلاق أعيرة نارية في الهواء وصوبها.
كانت “أوشن فايكينغ” تلقت يوم السبت 25 مارس، نداء استغاثة عبر الخط الساخن لمنظمة ”هاتف الإنذار”، أفاد بوجود مهاجرين في محنة قبالة السواحل الليبية. توجهت السفينة فورا إلى مكان وجود القارب، وكان على متنه نحو 80 مهاجرا. لم يمض وقت طويل قبل أن يدخل مركب “656” التابع لخفر السواحل الليبي المشهد. اقترب المركب من سفينة الإنقاذ على نحو خطر، حاول طاقم السفينة التواصل مع خفر السواحل الليبي إذ لا يمكنهم الاقتراب على ذلك النحو. لم يتلق الطاقم إجابة، ولكن تصرفات عنيفة وعدائية وأعيرة نارية بدأ خفر السواحل يطلقها في الهواء من دون توقف، دافعا “أوشن فايكينغ” وطاقمها إلى الانسحاب الفوري من نقطة الإنقاذ.
وبينما يحصل كل ذلك، كانت طائرة “سي بيرد اثنان” التابعة لمنظمة “سي ووتش” تراقب من أعلى، موثقة ما حدث.
أعاد خفر السواحل الليبي المهاجرين إلى ليبيا، التي كانوا يحاولون الفرار منها. ولم يعلق على الواقعة حتى بعد انتشار المقطع المصوّر، بينما أكد المتحدث الرسمي باسم مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، اليوم 27 مارس، “سنطلب توضيحا حول ما حدث، ولم حدث وكيف سيتابع الأمر”.
وأضاف أن السؤال هو ما إذا كان مركب خفر السواحل الليبي المتورط في الحادث يمول بمساعدة من الاتحاد الأوروبي أم لا، مؤكدا أن “إنقاذ الأرواح يأتي أولاً، وحقوق المهاجرين تأتي أولاً”، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وذكر المسؤول حادث مشابه الصيف الماضي، أدى إلى طرد قبطان سفينة خفر السواحل، بعد أن هددت قوات المركب المهاجرين بالأسلحة.
احتجاز سفينة “لويز ميشيل”
تعد تلك الحادثة واحدة من سلسلة تصرفات عدائية ينتهجها خفر السواحل الليبي بحق المهاجرين وسفن الإنقاذ، لوقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. ويستمر خفر السواحل المدرب والممول من قبل الاتحاد الأوروبي بتلك الممارسات، بما يتماشى مع سياسات حكومات أوروبية تحاول منع المهاجرين من دخول أراضيها، ولاسيما إيطاليا التي احتجزت سلطاتها سفينة الإنقاذ “لويز ميشيل“، التي يمولها الفنان البريطاني بانكسي، يوم الجمعة 24 مارس، عقب إنقاذ 180 شخصا في ثلاث مهمات مختلفة، قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا.