يتوقف الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي عند اخر التطورات التي تعرفها مالي ومنطقة الساحل، وفصّل في الأسباب التي تقف وراء تغيير السلطات الجديدة في مالي مواقفها و لهجتها تجاه الجزائر، والتي اعتبرها مفاجئة وغير مطابقة لحقيقة وتاريخ العلاقات بين البلدين.
وأكد رحابي في لقاء خاص مع “الخبر” أن الجزائر ليست مسؤولة عن ما يجري في مالي، مبرزا الدور الذي تلعبه في لمّ شمل الفرقاء هناك ودورها في بسط باماكو سيطرتها على كامل التراب المالي، مشيرا الى دول قوى كبرى ودول مناولة تسعى لوضع نظام إقليمي جديد في المنطقة يستهدف تغيير ميزان القوى واضعاف موقف الجزائر واستنزاف الجيش الجزائري، وذكر دور كل من الكيان الصهيوني والامارات والمغرب.
وقبل ذلك قالت “الإذاعة الجزائرية” عبر موقعها الرسمي إن “الإمارات منحت 15 مليون أورو للمغرب من أجل إطلاق حملة إعلامية وحملات على منصات التواصل الإجتماعي، ونشر الأخبار الكاذبة والدعاية المغرضة بهدف خلق جو مشحون في العلاقات بين الجزائر ودول الساحل”
من جهتها حذرت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال في الجزائر، مما قالت إنها “تحركات إماراتية لمعاقبة الجزائر على موقفها الرافض للتطبيع، وذلك باختلاق بؤر توتر على حدودها في منطقة الساحل والسعي لإيقاع حرب بينها وبين المغرب”.
وأوضحت حنون في تصريح صحافي، أن هناك تحركات إماراتية مشبوهة في منطقة الساحل تهدف إلى زعزعة استقرارها، مؤكدة أن الجزائر هي المستهدف الرئيسي من وراء ذلك، على خلفية الأزمة الأخيرة مع مالي.
وقالت السياسية اليسارية إن دولة الإمارات العربية المتحدة تضخ أموالًا باهظة في منطقة الساحل لشراء ذمم بعض الجهات، وذلك بهدف زعزعة استقرار المنطقة والجزائر بالذات.
وأوضحت الأمينة العامة لحزب العمال أن الإمارات تلعب دورًا كوكيل للكيان الصهيوني في المنطقة، ليس فقط ضد القضية الفلسطينية، بل تسعى أيضًا لمعاقبة الجزائر على موقفها الثابت الرافض للتطبيع.
ودعت حنون إلى التعامل مع هذه القضية والتوترات مع مالي بطريقة ذكية، مؤكدة على ضرورة أن تكون الجزائر أذكى من الأطراف التي تحرض وتريد أن تخلق من المنطقة بؤرة توتر جديدة وتشعل فتيل الحرب.
وحذرت المرشحة السابقة للرئاسة من أن الإمارات تحرض على حرب بين الجزائر والمغرب، وذلك لمصلحة الكيان الصهيوني، مشددة على ضرورة الحيطة والحذر من هذه المخططات.
وذكّرت حنون أن حزبها كان دائماً يحذر من الإمارات، حتى عندما زعمت هذه الدولة أنها جاءت تستثمر في الجزائر، مؤكدة أن هدفها كان التغلغل في البلاد ونخرها من الداخل.
وأضافت إن المعطيات التي تم الحصول عليها تشير إلى أن الإمارات تُعلن حربًا حقيقية على الجزائر، مشيرة إلى أن الجزائر ليست بحاجة إلى استثماراتها ولا لأي شيء يأتي منها.