غادر اليوم الجمعة رئيس جمهورية الصحراء الغربية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي باتجاه العاصمة تونس، للمشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا ” تيكاد 8 ” التي ستحتضنها تونس يومي 27 و 28 أوت الجاري.
وتهدف القمة إلى تنمية إفريقيا من خلال عقد شراكة مع المجتمع الدولي لتحقيق النهوض والتنمية في القارة، وتعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين إفريقيا وشركائها للتنمية، وحشد الدعم لصالح مبادرات التنمية الإفريقية؛ حيث شكل المؤتمر عاملا محفزا لإعادة التركيز الدولي على احتياجات التنمية في إفريقيا.
كما تتضمن قمة “تيكاد” خمسة أطراف رئيسية يطلق عليهم المنظمون المشاركون هم : حكومة اليابان، مفوضية الاتحاد الإفريقي، مكتب المستشار الخاص لشؤون إفريقيا التابع للأمم المتحدة، برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي، كما يعتبر مؤتمرا متعدد الأطراف يجمع المنظمات الدولية والدول الشريكة في التنمية والمؤسسات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالتنمية على مستوى القارة الإفريقية، وقد خصصت الحكومة اليابانية خلال قمة تيكاد7 مبلغ 20 مليار دولار لدعم الشركات والمشاريع ذات القيمة المضافة.
ويرافق رئيس الجمهورية الصحراوية وفد يضم: محمد يسلم بيسط السفير بجنوب إفريقيا والمكلف بالشؤون الإفريقية، لمن أبا أعلي السفير بإثيوبيا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الإفريقي وعبداتي أبريكة المستشار برئاسة الجمهورية.
وقالت صحيفة الجزائر الان أن هذه الزيارة يرى فيها عدد من المتابعين بأن هذا الموقف التونسي جديد ومتقدم جدا، وهذا بمجرد قبول تونس مشاركة الرئيس الصحراوي ودخول اراضيه بصفته رئيسا للجمهورية الصحراوية ما يعد دعما واضحا للقضية الصحراوية.
وفشلت المملكة المغربية في اقناع الوفود الافريقية بضرورة استبعاد الجمهورية الصحراوية، من المشاركة في أشغال القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا (التيكاد) المقررة يومي 28 و29 أوت بتونس، حيث اعتمد المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي أول أمس، بلوساكا، قرارا يطالب فيه بإشراك كافة الدول الافريقية في الموعد المرتقب. جاء هذا القرار في ختام جلسة مغلقة عرفت نقاشا مطولا بين وزراء الخارجية الافارقة في إطار الدورة الـ41 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي الجارية أشغالها بعاصمة زامبيا.
وحسب مصادر مطلعة، فقد حاول ممثل المغرب في هذا الاجتماع جاهدا إقناع بقية الوفود الإفريقية بضرورة استبعاد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، متعللا بحجج واهية مفادها أن “الشراكة التي تربط الدول الإفريقية باليابان لا تندرج في إطار الاتحاد الافريقي”. غير أن تلك المحاولة باءت بالفشل ـ حسب ذات المصادر ـ حيث لم تقم أي دولة وحتى تلك المتحالفة مع المخزن بمساندة الموقف المغربي، بل بالعكس شدد العديد من الوزراء الافارقة المشاركين بضرورة المطالبة من الشريك الياباني بتوجيه الدعوة لكل الدول الافريقية بما فيها الجمهورية الصحراوية، وتم في الختام اعتماد ذلك في صيغة قامت رئيسة المجلس، وزيرة خارجية السنغال، بتلخيصها والتأكيد من خلالها على تكليف المفوضية، وعلى رأسها الرئيس موسى فقي، بالسعي لدى اليابان وتبليغه الموقف الافريقي الموحد حول هذه المسألة. تجدر الاشارة الى أن مؤتمر “التيكاد” يعد من أهم وأبرز المحافل الدولية للتعاون التنموي بين الدول الافريقية واليابان والمؤسسات الدولية. وخلال المؤتمر الأخير تسبب تسلسل عناصر تابعة لجبهة البوليساريو ضمن وفد «لجنة الاتحاد الأفريقي»، المشارك في الاجتماع الوزاري للتحضير لمؤتمر طوكيو الدولي السابع لتنمية أفريقيا (تيكاد7) إلى تعطيل الاجتماع، الذي كان من المقرر في العاصمة اليابانية.
ورغم أن اليابان، البلد المضيف، لم يوجه الدعوة لجبهة البوليساريو، فإن عنصرين ينتميان للجبهة تمكنا من دخول اليابان بجوازات سفر جزائرية، ومن الحصول على ترخيص لولوج القاعة تحت غطاء لجنة الاتحاد الأفريقي، باعتبار هذه الأخيرة مشاركة في تنظيم الاجتماع.
ورغم أن ممثلي «بوليساريو» كانا يجلسان خلف لافتة الاتحاد الأفريقي، فإن الوفد المغربي لم يقبل بالوضع، وأعلن عن انسحابه من الاجتماع، منبها البلد المضيف إلى هذا الاختراق. ولا تعترف الدولة التونسية الى حد اليوم بجبهة البوليساريو ولا يعرف كيف ستتم مشاركتهم وتحت اي عنوان .