رافع دخيل الرئيس المدير العام السابق لفسفاط قفصة يكتب عن سنوات التسعينات

0
785
- Publicité -

إن شركة فسفاط قفصة تاريخ كبير ومساهمة أجيال ومن واجبي توضيح مسائل غير معروفة
أغلبها وأهمها موثق قد أزيدها وضوحا يوما وملخصها:

-كيف قمت بزيارة سرية وبدون لفت الإنتباه للحوض المنجمي و المتلوي لرؤية شركة فسفاط قفصة على طبيعتها قبل تسلمي مسؤولية الشركةومالذي فهمته،
-كيف إجتمعت بجميع الإطارات في اليوم الثامن بعد تسلمي المسؤولية وعددهم 500 إطارا كنت من أصغرهم في عملية إستباقية لإيقاف النزيف ودعوتي للإنطلاق في الهيكلة بعدما سجل القطاع 1200 مليون دينار ديون و1000 مليون دينار عجز أي 10% من ميزانية الدولة،
-كيف إشتغلت اللجنة الوطنية على ملف الهيكلة وإنتهت بعرض تقرير يعد إستفزازا للمناجم ونصف غلق مقنع لفسفاط قفصة،
-كيف قررت إحباط تقرير اللجنة الوطنية في الجلسة الوزارية المخصصة للهيكلة وتقديم خطة بديلة تقبل بها المناجم ولفت إنتباهي من طرف مدير عام الإنتاج وهو أصيل قفصة أن يوم الجلسة الوزارية هو يوم وضع حد لمهمتي على رأس فسفاط قفصة إذا إعترضت على تقرير اللجنة الوطنية الذي سيقدمه وزير الإشراف وتمسكي بالإعتراض ولم يقل لي ذلك لأتراجع وإنما لكي لا أتفاجأ .
-كيف تحالفت مع الفاضل خليل وزير الشؤون الإجتماعية رحمه الله لإحباط تقرير اللجنة الوطنية وتنبيهي من طرفه لضرورة مغادرة عائلتي قفصة على الفور إذا تمسكت الحكومة بتقرير اللجنة الوطنية وتم هذا التنسيق قبل الجلسة الوزارية بساعة واحدة،
-كيف تجاهل الوزير الأول حامد القروي رحمه الله تقرير اللجنة الوطنية وإنضمامه للخطة التي قدمتها بدعم من الفاضل خليل وكيف حبك بذكاء كبير محضر الجلسة بإبراز هذه الخطة على مدى 12 صفحة وتجاهل فيه تقرير اللجنة الوطنية والخطة التي قدمتها اللجنة الوطنية فنية وتقنية في حين أن خطتي فنية وإجتماعية وتضمن ديمومة فسفاط قفصة،
-كيف بعثت بتقرير تكميلي بعد سنتين لتجميع شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي لغاية تجارية مع المحافظة على الشركتين ونجاح المحاولة بعدما لاحظت الخصومة بين الشركتين وإنعدام التكامل التجاري وإستحالة شحن باخرة تحمل الفسفاط الخام والأسمدة الفسفاطية ،
وكيف قدمت صيغة غير معروفة ليست إندماجا ولا إستيعابا ولا مجمعا يزيد في المصاريف وإنما نفس ر م ع ونفس مجلس الإدارة ونفس مراقبي الحسابات وخاصة نفس الفريق التجاري،
-كيف تمكنت من عضوية مجلس إدارة الجمعية الدولية للأسمدة من بين 12عضوا بإجماع الدول وهو ما يمكننا من التواجد في أعلى سلطة اسمدة وما يترتب عليه،
-كيف بعثت بتقرير سري لطلب رخصة مشروع التليفون النقال بإسم قفصة بتمويل مشترك بين فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي لأغلبية رأس المال بعدما كثرت الأرباح والأموال في محاولة لإيجاد طاقة تشغيل كبيرة لأبناء الحوض المنجمي في قفصة وكامل تراب الجمهورية لتفادي التوتر الإجتماعي ومزيد تقوية الشركة ماليا للدخول في الشراكة العالمية وماذا كان الرد،
-كيف قدمنا ملفا عالي الجودة أعدته أفضل إطارات الفسفاط لشراء معمل تركي كبير للأسمدة ونصف شبكة التوزيع بتركيا بمبلغ 20 مليون دينار وتمويل من فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي جوبه بالرفض القاطع من وزارة الإشراف ورفض الجلسة الوزارية وبعد مغادرتي القطاع بعدة أشهر وافقت الوزارة وقدمت للحكومة نفس المذكرة ونالت موافقتها بعد فوات الأوان فقد تمكنت المنافسة من إتمام الصفقة وكل ما كان في الامر الخوف من نجاحي في هذه الشراكة،
-كيف رافقت وزير الشؤون الخارجية للهند وإجتماعي برئيس أكبر شركة وتخييره بين أن يتفاوض الوزير مع الحكومة الهندية وأغادر الفسفاط أو أن أتفق معه على شراكة دولية بتونس وهي خطة إتفقت فيها مع وزير الشؤون الخارجية للضغط وموافقة نهائية من مخاطبي على شراكة بمستوى 500000طن من الحامض الفسفوري في الصخيرة ما يوازي 2 مليون طنا من الفسفاط وهو ما يجعل تونس ترتقي لعشرة مليون طنا في السنة وهو إتفاق حال دونه إنهاء مهامي للقطاع ،
-كيف كنت متخوفا من ملف سكك الحديد بعدما تأكدت من إستعمال أموال فسفاط قفصة بالكامل في الأجور ومشتقات الأجور وعدم إعطاء أهمية للأسطول وبدأت أفكر في إقتراح تكوين شركة مستقلة لنقل الفسفاط بسكك الحديد على ملك فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي وشركة سكك الحديد مع تمويل كامل لتجديد الأسطول وتحت إشراف وزارة النقل،
-كيف طلب مني رئيس الفسفاط المغربي في أحد المطارات الأوروبية التفكير في تحالف دولي في نطاق الشراكة الدولية وربط نسبة المصالح التجارية بنسبة التواجد في رأس المال في كل شراكة وطلب مني أخذ الوقت الكامل للتفكير وهو توجه حال دونه إنهاء مهامي ،
وخلاصة القول أنه رغم تحقيق العهد الذهبي فلا يمكن إلا أن نأسف لعدم الموافقة على مشروع التليفون النقال الذي كان يمكن أن يغير وضعية الحوض المنجمي بالكامل وكان الرأي أن لا علاقة له بنشاط الشركة ونأسف أشد الأسف لسذاجة منعنا من إمتلاك شركة في تركيا مع نصف مسالك التوزيع وأسفي للتسرع في إنهاء مهامي مما منع لأكثر من عشرية الشراكة مع الهند وإيقاف إمكانية التعاون مع المغرب وفِي هذه الملفات فإن الثقة في الأشخاص أساسية،
وأبين بوضوح أنه لو تم ما خططنا إليه لحققنا في العشرية الأولى ما حققه المغرب في العشرية الثانية إعتمادا على الكفاءة العالية للإطارات التقنية والإدارية والتجارية،
هذا ماأبينه للتاريخ والذاكرة لا غير علما وأن أغلب ما ذكرته موثق بالكامل.

*** من هو رافع دخيل

بدأ عمله في الشركة التونسية لصناعة الحديد الفولاذ كمدير مشتريات في 1982. بعد ذلك أصبح مدرسا في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس حتى 1985، وتولى في نفس الوقت مراقبة التحكم واستغلال شركة المترو الخفيف لمدينة تونس.
عين رفع دخيل في 1988 مديرا لديوان وزير الثقافة. عين في 1989 كرئيس مدير عام شركة النقل عبر الأنابيب، قبل أن يصبح والي سوسة في 1990، ثم رئيس مدير عام شركة فسفاط قفصة في 1991 والمجمع الكيميائي التونسي في 1994.
عين في 23 جانفي  2001 كاتب دولة لدى وزير الصناعة في حكومة محمد الغنوشي الأولى حتى أكتوبر 2001، تاريخ تعيينه رئيس مدير عام الخطوط التونسية. ثم عين في 10 نوفمبر 2004 في منصب وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج في حكومة محمد الغنوشي الأولى حتى 17 أوت 2005، عندما عين وزيرا مكلفا بالاتصال والعلاقة مع مجلس النواب ومجلس المستشارين في نفس حكومة الغنوشي حتى 9 أكتوبر 2009.
عين في 21 جانفي  2010 رئيس مدير عام الشركة الوطنية لتوزيع البترول، حتى غادر منصب إثر الثورة التونسية في 2011.
كان رافع دخيل عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي.
أسس رافع دخيل في نوفمبر 2015 المنتدى التونسي للاقتصاد والتنمية. وفي 21 أفريل 2016، عين مستشارا شرفيا لدى الغرفة الاقتصادية الأوروبية.