أصدرت منصة فالصو المتخصصة في التثبت في مصداقية المعلومات تقريرا مفصلا جاء فيه”أن الاعلامي باذاعة جوهرة اف ام زهير الجيس، أعلن الشهر الفارط، على عزم منظمة مالية دولية منح تونس قرضا دون فائض يصل الى 100 مليار دولار بوساطة من رجل الأعمال التونسي “خالد عقيد”. وقد اكد زهير الجيس تفاعل مؤسسة رئاسة الجمهورية مع النداء الذي أطلقه وقامت بإرسال سيارة لتسلم الوثائق المتعلقة بهذا الملف.
100 مليار دولار، رقم تمّ تداوله من قبل العديد من الصفحات الفايسبوكية والمؤسسات الاعلامية وانقسمت الآراء بين مشككين في جدية الملف، و مرحبين به، فما حقيقة هذا الملف؟
فريق منصة فالصو قام بالتدقيق في التفاصيل التي تقدم بها “الجيس” والمعطيات التي قدمها يوم 3 جويلية 2023 ببرنامجه بوليتيكا، واعتماد على التدقيق الذي قام به الصحفي بموقع تونيزي تيليغراف “جمال العرفاوي” توصل فريقنا الى ما يلي:
تضمنت المراسلة بين رجل الأعمال “خالد عقيد” ومكتب صندوق الائتمان للتسويات العسكرية Office of Military Settlements Trust OMST العديد من التفاصيل التي بدت لنا متناقضة ومشكوك في صحتها وهي كالآتي:
حول مكتب صندوق الائتمان للتسويات العسكرية Office of Military Settlements Trust
البريد الالكتروني للمؤسسة الموجود في المراسلة: bryanconico@unoms.org، قمنا بالبحث بناء على عنوان البريد الالكتروني عن الموقع الرسمي unoms.org وتبين انه غير موجود. كما تبين لنا باستعمال تقنية البحث عن معطيات المواقع الإلكترونية مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المُخصصة icann تبين أن اسم النطاق domain name للموقع مسجل منذ سنة 2014 باسم “فرد” وليس منظمة او مؤسسة كما هو الحال للمنظمات الكبرى.
قمنا بالبحث عن موقع المؤسسة في ارشيف المواقع الالكترونية archive.is ووجدنا نسخة مسجلة بتاريخ جويلية 2017 تحوي الهوية البصرية للأمم المتحدة: http://web.archive.org/web/20170721025641/http://www.unoms.org/.
وبمراجعة قائمة المواقع التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لم نجد أثرا لهذا الموقع الذي يدعي انه لمكتب صندوق الائتمان للتسويات العسكرية.
علاقة سويس ايندو Swissindo بمكتب صندوق الائتمان للتسويات العسكرية:
المدير التنفيذي لتطوير الأعمال بمكتب صندوق الائتمان للتسويات العسكرية OMST السيد “اماتا نيتيسي” وفي حوار له اكد ان الصندوق شريك لمؤسسة تدعى Swissindo.
البحث المعمق اوصلنا لوثيقة تابعة لهذه المؤسسة التي ادعى الإعلامي زهير الجيس أنها ستمنح تونس قرضا، الوثيقة تضمنت شعارات كل من الأمم المتحدة ومكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للمنظمة الأممية والبنك الدولي والبنك الاندونيسي ومؤسسة Swissindo.
Swissindo أو ما يعرف بـ إمبراطورية مملكة العالم- مدار الائتمان العالمي الدولي أو كما تعرف على موقعها الرسمي “نيو مملكة الله-السماء-الأرض المتحدة”، هي منظمة تدعي “العمل على القضاء على ديون الجميع على وجه الأرض”. وقد وصفت من قبل خبراء القانون والصحفيين بأنها طائفة للاحتيال. مقرها في غرب جاوة بإندونيسيا، ويقودها شخص يدعى “سينو سوغيهارتونوتونيغورو”. تضم المنظمة أعضاء من الولايات المتحدة وأستراليا وأفريقيا وآسيا وأوروبا. نظرًا لممارساتها المالية، أجرى مكتب الهيئة المالية في اندونيسيا تحقيقًا في المنظمة وصنفها كعملية احتيال تستهدف الأفراد الضعفاء واليائسين والفقراء حسب التقرير النهائي.
بنك إندونيسيا قام بدعوة رئيس المنظمة المتحيلة منذ بداية التحقيقات لعدد من الاجتماعات حيث حصلت الجهات الرسمية باندونيسيا على اتفاق بموجبه يتم ايقاف جميع الأنشطة المتعلقة بالمنظمة، واعتذار من رئيسها “سينو” عن الاضطرابات التي تسبب بها.
الامم المتحدة تلقت تقارير حول أنشطة Swissindo في جنوب أفريقيا وقدمتها إلى السلطات المحلية. في بيان صحفي، وصفت الأمم المتحدة Swissindo بأنها عملية احتيال وأكدت أن UN Swissindo ليست جزءًا من الأمم المتحدة. كما حثت الجمهور على الإبلاغ فورًا عن أي حالة تطلب منهم فيها دفع رسوم مقابل العمل الإنساني إلى السلطات المحلية.
حصلت فضيحة UN Swissindo على تغطية إعلامية واسعة على نطاق عالمي من بينها وثائقي فايس ميديا بتاريخ 08 فيفري 2018 عنوانه “The Cult of Debt Forgiveness“. يتضمن هذا الوثائقي مقابلة مع سينو رئيس المنظمة ادعى فيه أنه يمتلك الأمم المتحدة والفاتيكان والشرطة الدولية (Interpol) وجميع الجيوش في العالم. وبناءً على ذلك، هدد سينو وكالة اندونيسيا لمكافحة الجرائم المالية (OJK) بالحرب النووية إذا استمروا في التحقيق في منظومته.
علاقة البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) بمكتب صندوق الائتمان للتسويات العسكرية OMST:
ادعت الوثيقة المرسلة لرجل الأعمال التونسي “خالد عقيد” من المؤسسة “المانحة” OMST أن مصادر الأموال “نظيفة وواضحة من طرف بنك الاحتياطي الفدرالي في بوسطن ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول”، 600 شارع أتلانتيك، بوسطن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية، 02210.”
اولا: البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) عنوانه شمال غرب العاصمة واشنطن وليس بوسطن ماساتشوستس.
ثانيا: قام فريق منصة فالصو بمراسلة البنك المركزي الامريكي للحصول على معلومات حول الوثيقة ومرسلها وعلاقة البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) بموضوع القرض، وحصلنا على اجابة رسمية بتاريخ اليوم 05 جويلية 2023 تؤكد أن الوثيقة مزورة ولا علاقة للبنك بها.
*** فالصـو FALSO هي منصة رقمية بحثية تعمل على مكافحة الاخبار الزائفة والاشاعات
