قالت صحيفة الخبر الجزائرية ان آخر المعلومات حول القمة العربية، المقرر أن تنعقد بمدينة جدة السعودية غدا الجمعة، بأن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي سيحضر الجلسة الافتتاحية للقمة، وذلك بعد تلقيه دعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأوضحت المصادر بأن من شأن هذه الخطوة أن تلقي بظلالها على مجريات الاجتماعات، خاصة أنها أول مرة توجَّه فيها دعوة الحضور إلى رئيس دولة بعينها وليس إلى مسؤولين في منظمات إقليمية ودولية، مثلما جرى عليه العرف الدبلوماسي في الدورات السابقة لمؤتمرات القمة العربية على مستوى القادة.
ويشار إلى أنه لم يسبق لأي دولة عربية أن دعت شخصيات خارج الصفة التمثيلية المكتسبة في إطار المنظمات المعروفة، مثل منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وحركة دول عدم الانحياز والبرلمان العربي ومنظمة الأمم المتحدة، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة حول الأهداف والغايات من خطوة كهذه، خاصة أن غالبية الدول العربية كانت قد اتخذت مواقف حيادية تجاه الصراع الروسي الأوكراني، وشكلت الجامعة العربية نفسها وفدا وزاريا عربيا قام بجهود وساطة بين موسكو وكييف، بغرض وقف الصراع والجلوس حول طاولة الحوار لبحث الحلول السلمية الممكنة.
وعلقت المصادر مستغربة قرار دعوة الرئيس الأوكراني إلى قمة تهم العرب دون غيرهم، وتبحث أوضاعهم الداخلية ومواضيع تتعلق بالمجتمعات العربية، أم أن لهذه الخطوة هدفا آخر لا يتعلق بالقضايا العربية وإنما بشأن داخلي يخص ولي العهد السعودي فقط؟ وما إن كان يريد بعث رسالة إلى الغرب من أجل إرضائه وتُنسيهم ما فعله بالصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018.
وأكدت مصادر دبلوماسية جزائرية، رفضها الشديد لما قالت توجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لدعوة للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي لحضور القمة العربية التي ستعقد الجمعة بمدينة جدة السعودية.
وكتبت 3 صحف جزائرية واسعة الانتشار بالبنط العريض في صدر صفحتها الأولى التي ظهرت عليها صورة محمد بن سلمان، عناوين متشابهة تؤكد توجيه الجزائر رسائل غير مباشرة عبر القنوات الإعلامية، تشير إلى امتعاضها الشديد من هذه الخطوة التي تضع العرب في حرج.
وأعلن مصدر دبلوماسي خليجي في العاصمة السعودية الرياض اليوم الخميس، أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد والعاهل المغربي الملك محمد السادس سيتغيبان عن حضور القمة العربية الـ 23 التي ستعقد في جدة برئاسة المملكة.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات والأمير مولاي رشيد بن الحسن شقيق العاهل المغربي الملك مُحمد السادس سيشاركان في مناقشات القمة العربية التي ستعقد في جدة غدا الجمعة، في حضور عدد كبير من قادة الدول العربية.
وبحسب تقرير الوكالة عزت مصادر دبلوماسية غياب بن زايد إلى وجوده خارج بلاده في جولة أوروبية رسمية مقررة مسبقا بينما لم تستبعد مصادر أخرى أن يكون سبب تغيبه خلاف سعودي – إماراتي حول سبل إنهاء الحرب في اليمن ومحاولات أبوظبي دعم التوجه نحو تقسيم اليمن إلى دولتين شمالية وجنوبية على غرار الوضع السابق في تسعينيات القرن الماضي.
وبالنسبة للمغرب فمعروف أنه ومنذ قمة الجزائر عام 2005 لم يحضر الملك المغربي شخصيا أية قمة عربية حيث أن جميع القمم العربية التي جرت بعد هذا التاريخ كان يحضرها إما شقيقه الأمير رشيد أو رئيس الحكومة المغربية أو وزير الخارجية ومرة واحدة فقط التي مثل فيها المغرب وزير العدل خلال القمة العربية التي أقيمت في تونس في 31 مارس/2019.
الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن سيمثل الجزائر في القمة بدلا من الرئيس عبد المجيد تبون.
وبحسب وكالة ( د ب أ) يعتقد مراقبون هنا أن الغياب الرئاسي الجزائري جاء لتفادي الضغوط العربية وبالذات السعودية لإقناع الجزائر بتطبيع علاقاتها مع جارتها المغرب والبدء بمرحلة مفاوضات من شأنها حل الخلافات بين البلدين في ظل تجاوب مغربي مع تلك النداءات.
لكن تحليلات أخرى بحسب مطلعين تؤكد أن الأمر مرتبط بداية بعدم مشاركة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في القمة العربية الأخيرة، التي احتضنتها الجزائر، ثم عدم دعوة الجزائر، باعتبارها رئيسة القمة العربية، للمشاركة في اللقاء، الذي احتضنته السعودية مؤخرا، في جدة، لتنسيق عودة النظام السوري للجامعة العربية.
وعلى الصعيد الخليجي، يغيب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الذي حالت أوضاعه الصحية دون حضوره عدد من القمم الخليجية والعربية وينوب عنه دائما ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح إضافة إلى تغيب سلطان عمان هيثم بن طارق الذي أناب عنه أخيه أسعد بن طارق بن تيمور نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي.
ودرجت السياسة العمانية على العزوف عن المشاركة على مستوى السلطان في القمم العربية منذ ثلاثة عقود.
كما سيتغيب عن القمة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وسينوب عنه وكيل وزارة الخارجية دفع الله الحاج لانشغاله بمتابعة مستجدات الاقتتال بين الجيش الذي يتولى قيادته وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” منذ أن اندلعت في 15 أفريل الماضي.
ويغيب أيضا عن القمة رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني لارتباطات مسبقة مع الاتحاد الأفريقي الحالي الذي يتولى رئاسته.