تونس – أخبار تونس
على وقع جدل محموم تشهده ردهات مجلس نواب الشعب منذ الأسبوع المنقضي حول ضرورة تجريم التطبيع مع اسرائيل من عدمه تستعد 12 مؤسسة تونسية ناشئة، متحصّلة على علامة المؤسّسة الناشئة وتمويلات من قبل المستثمرين،للمشاركة في فعاليات الصالون الدولي « واب ساميت » المزمع إنعقاده بمدينة لشبونة بالبرتغال من 13 الى 16 نوفمبر 2023.
ولكن هذا الصالون الهام تشقه خلافات حادة قبل انطلاقه بعد استقالة المشرف الأول عليه بسبب تصريحات له اعتبرها كبار الممولين والمشاركين بأنها معادية لاسرائيل التي تعد الركيزة الأساسية لهذا الصالون حسب المنظمين .
وكان وزير تكنولوجيات الاتصال، نزار بن ناجي، أكّد لدى عقده لقاءً مفتوحًا مع المؤسسات الناشئة المشاركة في التظاهرة، بمقر الوزارة أمس، الاثنين، على ضرورة الاستفادة من فرص التسويق والشراكات الإستراتيجية المتاحة في الملتقيات العالمية.
واستمع بن ناجي، وفق بلاغ صادر عن الوزارة، الثلاثاء، خلال هذا اللقاء التفاعلي، إلى مختلف المشاريع والحلول الرقمية المبتكرة، التي ستقدمها وتعرضها هذه الشركات الناشطة في مجالات متنوعة، على غرار انترنات الأشياء الثقافة الرقمية والتسويق والتكنولوجيا المالية والفلاحة الذكية وغيرها.
وشدد بن ناجي في هذا الصدد، على أهميّة المشاركة التونسية في مثل هذه التظاهرات الدولية الموجهة للاستثمار والتجديد، التي تشكل فرصة للانفتاح على العالم والاستفادة من الافاق الاقتصادية المتاحة، علاوة على الاطلاع على التجارب الناجحة الأخرى.
ولكن الا يتعارض هذا القرار بالمشاركة والخطاب الرسمي الذي يعتبر أن التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة عظمى .
فلنتابع مع قاله معتذرا الرئيس التنفيذي للقمة بادي كوسغريف ” “لكل من جرحته كلماتي، أعتذر بشدة. المطلوب في هذا الوقت هو التعاطف، وأنا لم أنقل ذلك”. واضاف موضحا “لدى قمة الويب تاريخ طويل من الشراكة مع إسرائيل وشركات التكنولوجيا التابعة لها، وأنا أشعر بأسف عميق لأن هؤلاء الأصدقاء تضرروا من أي مما قلته. هدفي هو، وكان دائمًا، السعي من أجل السلام”.
قرر مسؤولون في شركات تكنولوجيا عدة مقاطعة أحد أكبر الأحداث السنوية في القطاع، بعدما انتقد منظم الحدث تصرفات إسرائيل في أعقاب الهجمات التي شنتها حركة حماس.
ولفت بادي كوسغريف، وهو رجل أعمال أيرلندي مشارك في تأسيس “قمة الويب”، عبر شبكة إكس الأسبوع الماضي إلى أنه “صُدم من خطاب وأفعال العديد من القادة والحكومات الغربية”.
وكتب كوسغريف في 13 أكتوبر أن “جرائم الحرب تبقى جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن يتم التنديد بها على ما هي عليه”.
تتوقع “قمة الويب” استضافة حوالى 2300 شركة ناشئة وأكثر من 70 ألف شخص في الفترة من 13 إلى 16 نوفمبر في العاصمة البرتغالية لشبونة.
لكن أحد المدعوين الرئيسيين إلى الحدث، رئيس شركة “واي كومبينيتر” Y Combinator في كاليفورنيا غاري تان، قال إنه لن يشارك في القمة.
وكتب على إكس (تويتر سابقاً)، “أرفض المشاركة في قمة الويب وسألغي ذلك”، مضيفاً “أدين حماس وأصلّي من أجل السلام للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.
كما أعلن ديفيد ماركوس، رئيس “باي بال” السابق ورئيس قسم العملات المشفرة في فيسبوك، وأوري غوشين، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية “ايه آي 21 لابز”، انسحابهما من المؤتمر.
وقال غوشين، الذي كان من المفترض أن يلقي كلمة رئيسية في القمة، على “لينكد إن”، “نحن في إيه آي 21 لا يمكننا أن نكون جزءاً من إسفاف وإفلاس أخلاقي كهذا”.
وكتب دور شابيرا، سفير إسرائيل لدى البرتغال، على “لينكد إن” أنه أبلغ رئيس بلدية لشبونة أن بلاده لن تشارك في قمة الويب “بسبب التصريحات المشينة التي أدلى بها الرئيس التنفيذي للمؤتمر بادي كوسغريف”.
وأضاف أن “عشرات الشركات ألغت بالفعل مشاركتها في هذا المؤتمر، ونحن نشجع المزيد على القيام بذلك”.
وقال “أتفهم أن ما قلته بالمضمون والتوقيت والطريقة تسبب بأذى عميق لكثيرين. ولكل من جرحته كلماتي، أعتذر بشدة”.
وأضاف في بيان “المطلوب في هذا الوقت هو التعاطف، ولم أنقل هذه الرسالة”.
وقال كوسغريف إنه يدين “بلا تحفظ” الهجوم “الشرير والمثير للاشمئزاز والوحشي” الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ويدعم “بشكل لا لبس فيه” حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها.
وقال أيضا إن إسرائيل يجب أن تلتزم باتفاقيات جنيف “أي عدم ارتكاب جرائم حرب”.
وبعد استقالة المدير التنفيذي أكد العديد من الشركاء الذين ألغوا مشاركتهم، أو كانوا يفكرون فيها، حضورهم. وقال المشرفون على قمة الويب في بيان لهم : “سيتم تقديم التفاصيل الكاملة للمشاركين في قمة الويب في الفترة التي تسبق الحدث”.
لم يكن هناك ما يشير إلى أن أيًا من الرعاة الرئيسيين الذين قرروا سحب دعمهم من الحدث في أعقاب تعليقات السيد كوسجريف هم من بين أولئك الذين يعتزمون المشاركة الآن.
وعينت الشركة هذا الأسبوع رئيسًا تنفيذيًا جديدًا، حيث تولت كاثرين ماهر، الرئيسة التنفيذية السابقة لمؤسسة ويكيميديا، هذا المنصب.
“لقد دعم النظام البيئي التكنولوجي الأوكراني أيضًا هذا الحدث علنًا وسيتم عرضه في قمة الويب في لشبونة. وأضاف البيان أن الحكومة البرتغالية أكدت التزامها بنسخة 2023 والإصدارات المستقبلية لقمة الويب.
ومن المتوقع أيضًا أن تحضر وفود حكومية من دول مثل ألمانيا والبرازيل واليابان وإسبانيا وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا وأوكرانيا وإيطاليا.