أفادت رئاسة الجمهورية في بلاغ لها مساء اليوم الأربعاء 16 فيفري 2022، أن رئيس الدولة قيس سعيّد ، يتحوّل إلى بلجيكا لحضور أعمال الدورة السادسة لقمة الاتحاد الأوروبي-الإتحاد الإفريقي التي ستنعقد يومي الخميس والجمعة 17 و18 فيفري 2022 ببروكسيل.
وأوضحت رئاسة الجمهورية، أن برنامج زيارة قيس سعيّد سيشتمل المشاركة في فعاليات القمة، فضلا عن إجراء سلسلة من اللقاءات مع عدد من قادة الدول الأوروبية والإفريقية وكبار المسؤولين في كلّ من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
وعلى الرغم من التوقعات الكبيرة بالنسبة للقمة التي ستعقد حضوريا، بعد تأجيلها في مناسبتين إلا أن الماضي الثقيل والخلافات المستمرة بين الطرفين حالياً يخيمان على الاجتماعات، ويثقلان كاهل العلاقات بين القارتين.
ومن المنتظر أن تعيد القمة تشكيل العلاقة بين المجموعتين الدوليتين، وتحويلها من علاقة مانحين ومستقبلين إلى شراكة تكافلية بين أنداد. وقد سبقت القمة اتصالات رفيعة المستوى بين زعماء الطرفين.
ومع تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية يونيو المقبل، سيسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإبرام صفقة اقتصادية ومالية جديدة مع القارة السمراء، حيث أوضح أن بلاده والاتحاد الأوروبي سيعطيان الأولوية للعلاقة مع أفريقيا، وضخ استثمارات في اقتصاديات دولها، كما سافرت السيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قبل أيام قليلة للعاصمة السنغالية داكار لمناقشة تفاصيل القمة مع الرئيس السنغالي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ماكي سال، وأعلنت من هناك وفي بادرة حسن نية من جانب بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي سيخصص 150 مليار يورو أو ما يعادل 170 مليار دولار على مدى السنوات السبع المقبلة لدعم التنمية المستدامة بأفريقيا، وذلك جزء من مبادرة البوابة العالمية التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي كرد من الاتحاد الأوروبي على برنامج الحزام والطريق الصيني.
وستتناول مناقشات القمة أيضا رد الفعل على الوباء ومساعدة القارة الأفريقية على التكيف مع تغير المناخ، فالدول الأفريقية ليست راضية عن حظر السفر الصادر عن الاتحاد الأوروبي وتوزيع اللقاحات وعدم استعداد الأوروبيين لرفع حقوق الملكية الفكرية على اللقاحات بشكل يمكن أن يساعد القارة على إنتاجها محلياً.
ولدى الاتحاد الأوروبي خطط لبناء القدرة على إنتاج اللقاحات في السنغال ورواندا، لكن دول التكتل الإقليمي لا تزال تعارض مطالب جنوب أفريقيا والهند بالتنازل عن بعض حقوق الملكية الفكرية للقاحات والأدوية في إطار منظمة التجارة العالمية.
وستتناول القمة الأفريقية الأوروبية كذلك المخاوف بشأن كيفية التخفيف من تأثير تغير المناخ بالدول الأفريقية التي ترى أن على الدول الغنية دفع تكاليف برامج التكيف، وتقول إن أكبر الملوثين، المسؤولين عن ثمانين بالمائة من الانبعاثات العالمية، موجودون داخل مجموعة العشرين، وبالتالي يتعين على هذه الاقتصادات أن تبذل قصارى جهدها للحد من انبعاثاتها وآثارها الضارة.