بعد تعيين السيد نورالدين النوري وزيرا للتربية ضمن التحوير الوزاري الواسع الذي أعلنت عنه رئاسة الجمهورية خلفا للسيدة سلوى العباسي قبل أن تغلق شهرها الخامس في هذا المنصب .اذ عينت العباسي يوم غرة أفريل 2024، وزيرة للتربية خلفًا لمحمد علي البوغديري مما يعني أنها لم تستمر في هذا المنصب سوى 4 أشهر و25 يوما .
شغلت العباسي منصب المتفقدة العامة للتعليم الثانوي قبل تعيينها، وعُرفت بجرأتها في كشف ملفات الفساد، خاصةً ملف تدليس الشهادات المدرسية. وفي مارس 2023، وجهت العباسي رسالة إلى الرئيس سعيّد، مُؤكدةً امتلاكها ملفًا موثقًا يُثبت تدليس شهائد مدرسية، واتّهمت مندوبًا جهويًا للتربية بالتورّط في ذلك. ونشرت على صفحتها على الفايسبوك صورة لشهادة باكالوريا مزيّفة، مُعلنةً عن عزمها تقديم الملف إلى النيابة العمومية إذا لم يُقدم المندوب استقالته.
وعرفت العباسي بتصريحات المثيرة فيوم 11جوان الماضي وعبر إذاعة جوهرة أف أم قالت إنه من الصعب مقاومة الغش في جهة مفتوحة على التهريب وأضافت ”عوض أن يتربى الطفل على التربية والصدق والأمانة، فإنه يتربى على التهريب، لتبدو له هذه المسألة عادية“، طرحت الوزيرة حلا لمكافحة الغش في المناطق الحدودية يقوم على إنشاء مناطق للتبادل الحر في ”مناطق التهريب وهي جندوبة والقصرين والجنوب“، حسب قولها.
ويوم 6 جويلية الماضي تصاعدت الدعوات الى عزل وزيرة التربية سلوى العباسي بعد ظهورها أمام مدارج وزارة التربية وسط العاصمة والذي أثار جدلا كبيرا بين التونسيين والتونسيات . وقال استاذ القانون رابح الخرايفي في تدوينة له “حجج العزل توفرت بالصورة والصوت ، وفرتها الوزيرة بنفسها وضد نفسها، بل بينت انها ليست في حجم الوزارة.
كان من المفروض ان تطل علينا ببرنامج اصلاحي للتعليم
طلت علينا تقسم “بابيها العسكري انها لن تمضي اي قرار اذا لم يسكتوا”.
لا ينبغي التأخر.
ففي كل تأخر الحاق ضرر بالدولة والوزارة ورئيس الجمهورية لأنها في حكومة تنفذ برنامج سياسته.”
مع العلم وأن أسرع اقالة عرفتها تونس كانت مع وزير الثقافة وليد الزيدي، الذي اشتهر بأنه أول كفيف يصل إلى مقعد وزاري بالبلاد
الإقالة جاءت بعد شهر فقط من تعيينه في سبتمبر 2020 وذلك على خلفية تصريحات للزيدي ألمح فيها لعدم التزامه بقرارات الحكومة بإغلاق جميع الفعاليات الثقافية والمسرحية لمدة أسبوعين من أجل مواجهة تفشي وباء كورونا.
وكانت قرارات الحكومة انذاك قد أثيرت حفيظة عددا من الناشطين في المجال الثقافي الذين قالوا إن القرارات تؤثر على مصالحهم الاقتصادية وتدفعهم لفقدان عملهم، وتضامن معهم الزيدي قائلا: «لن تلتزم بقرارات الحكومة ما لم تجتمع باللجنة الصحية وتنسق مع ممثلي القطاع”، مضيفا أن وزارته “ليست وزارة لتطبيق بيانات رئاسة الحكومة”.
واشتهر الزيدي بلقب “طه حسين” تونس، تشبها بالأديب المصري الراحل، حيث أنه أول كفيف تونسي يحصل على شهادة الدكتوراه في الآداب.
وهي الإقالة الأولى في الحكومة التي تولت مهامها سبتمبر الماضي بعد استقالة حكومة إلياس الفخفاخ.