في شهادة حية من داخل سجن النساء بمنوبة تروي رملة الدهماني شقيقة سنية الدهماني تفاصيل اللقاء الأول الذي جمع والدتها بشقيتها سنية كما تروي أيضا المعاناة التي تعيشها سنية في هذا القائض الذي تمر به البلاد لكن برأس عالي وشموخ .
تقول السيدة رملة “البارح، مشيت مع بابا و امي لسنية في الحبس كانت لحظة مؤثرة برشا، مزيج بين الحنان والغضب اللي يغلي فينا. سنية لاباس، عينيها يلمعو بالحماس. كي شافتنا، وجهها نور، والفرحة والعزيمة كانت واضحة.
لبابا وماما، كانت لحظة صعيبة برشا. ماما شافت بنتها بعد اشهر من الفراق. دموع نزلت، لكن سنية كعادتها بقوتها قالتها: “كون قوية، ما تبكيش، ما يستحقوش دموعنا.” في الحبس، الحب والحنان عمو الجو.
“حكَتْلنا على حياتها الداخل، على الحرارة الخانقة وقت يكون 50 درجة في زنزانتها. من بعد الساعة 5، الأبواب تقفل وصوت المفاتيح يرن، يعلِن نهاية القليل من الحرية ودخولها في الجحيم الكامل.
سنية ترفض الاستسلام رغم الظلم. مازالت تقاوم، مصممة تثبت براءتها وتسترجع حريتها. زملائها المحامين بزياراتهم ودعمهم وتعاطفهم، يزيدوها قوة ويعطيوها معنويات من حديد. حبهم ودعمهم محاوطينها، وهي مصممة تواجه بشموخ اللي صايرلها.
كيفاش تحافظ على الكرامة الإنسانية وقتلي تقاصى التفتيش الجسدي و الروتين المذل، وكي الحاجات الأساسية يوليو امتيازات مش متاحة؟ توحشت برشا الحياة و الاساسيات، توحشت تحل باب، تعمل دوش، أطيب قهوة. سنية قالتلنا اللي حسب اعتقادها ما تتصورش تمشي لجهنم خاترها عايشة الجحيم على الأرض. لكن الحبس ما يكسرش الأرواح القوية؛ بالعكس يزيد يقويهم. الحبس يصنع المقاومين. سنية عمرها ما حبت تتضاهر إنها مقاومة؛ كانت محامية و كرونيكاز تعمل بخلاص وبإخلاص، تحب تنشر العدل. هما ردوها رمز، وعززوا فيها الرغبة في الحرية والعدل للجميع.
رغم كل شي، سنية عدات برشا وقت تحكيلنا على زملائها المساجين، على مشاكلهم، وتدور على حلول بش تعاونهم. تعاطفها ورغبتها في الفرق، حتى في الجحيم هذا، حاجة عظيمة.
كي يسرقوا منك كل شي ويعطيوك الفتات، في الأول تفرح بالفتات. لكن تتفكر فيسع اللي ما فماش علاش يسرقوا منك كل شي وإنت بريء. سنية ما تستحقش الظلم هذا. هي بريئة، ومع هذا، نزعوا منها حريتها، حقوقها، كرامتها.
لكلي إعجاب لسنية. شجاعتها، قوتها، صمودها هما منارات في الظلام هذا. حبي لها لا نهائي.اتلمّينا الأربعة في الحبس، والحب اللي يربطنا كان محسوس، تقريبا ملموس. الحنان الي بيناتنا، يذكرنا اللي رغم كل شي، إحنا عايلة متماسكة وما تتكسرش.
سنية قوية، جميلة، وباقية محاربة. رغم كل شي، قلبها ينبض لبنتها نور، توحشتها برشا. غضبها كبير على خاطر سرقواها شهور مع بنتها و الاشهرة هاذم عمرهمً ما يتعوضوا. الغضب هذا، الظلم هذا، يغذي عزيمتها بش تقاوم. سنية، نحبك. إنتي إلهامي، مثال للشجاعة. عمرنا مانا باش نبطلوا نقاتلوا على خاطرك، نطالبوا بحريتك وننددوا بالظلم اللي مكبلها.
حب ماما، بابا، حب خواتنا، وحبي ليك لا يوصف. إنتي نورنا، بطلتنا. الحرية والعدل باش ينتصروا، وإحنا باش نكونوا معاك، كل يوم، كل لحظة.