بسبب السياحة المفرطة التي تشهدها معظم الوجهات الأوروبية، بدأ اتجاه جديد للسفر يترسخ. وتواجه إسبانيا، إحدى الوجهات الأكثر شعبية في أوروبا، منافسة قوية من الوجهة التونسية .
بالإضافة إلى تأثير السياحة الجماعية، يفضل المسافرون الأوروبيون الآن الوجهات الأقل كلفة والأقل ازدحاما، وبالتالي يتخلون عن أماكن العطلات التي يتم زيارتها بشكل شائع داخل القارة القديمة.
وفي هذا السياق، تشهد تونس طفرة سياحية حقيقية، على عكس إسبانيا التي ظلت مع ذلك إحدى الوجهات الرئيسية للسياح الأوروبيين. هذا ما ظهر من دراسة حديثة أجرتها شركة الرحلات السياحية البريطانية هوليداي بايرتس، والتي نشرتها صحيفة ذا صن يوم الخميس 4 جويلية .
الاهتمام السياحي بتونس ارتفع بنسبة 70%
وكجزء من مسحها لاتجاهات السفر في الصيف، أظهرت الدراسة أن الاهتمام بإسبانيا، باعتبارها الوجهة الأولى، قد انخفض بمقدار النصف، مع متوسط زيادة في الأسعار بنسبة 15٪.
من جهة أخرى، ارتفع الاهتمام السياحي بتونس بنسبة 70%، مع انخفاض أسعار باقات العطلات بنسبة 20%، بحسب نفس الدراسة.
يوضح رئيس تحرير هوليداي بايرتس: “على الرغم من انخفاض معدل التضخم، إلا أن آثار الذروة التي شهدها العام الماضي لا تزال قائمة، كما أن الضغوط الخارجية، ولا سيما ارتفاع تكلفة عروض العطلات، لها بالتأكيد تأثير على السفر في الصيف”.
ويضيف: “لقد وجدنا أن طبيعة السفر تتكيف مع القدرة على تحمل التكاليف وأن الكثيرين يتجهون إلى أفضل العروض بدلاً من الوجهات الأكثر زيارة”.
كانت تونس، إلى جانب المغرب ومصر، إحدى الوجهات الأكثر شعبية، خاصة لمحبي شمس الشتاء. لكن الوضع تغير منذ عام 2015، بعد الهجوم على منتجع سوسة الساحلي، والذي أودى بحياة 38 شخصا، بينهم سياح أجانب.
فقط بالنسبة للسياح البريطانيين، نصحتهم حكومتهم بعدم الذهاب إلى هذا البلد. وعلى الرغم من رفع هذا الإجراء منذ عام 2018، إلا أن العودة إلى الإجازات في تونس كانت بطيئة.
لكن هذا العام، ساهمت السياحة المفرطة وارتفاع تكلفة الإقامة في الوجهات الأوروبية الكلاسيكية في توفير دفعة دعائية مهمة لتونس. تعتبر هذه الدولة المتوسطية، موطن الأماكن الرائعة مثل سيدي بوسعيد – الملقبة بـ “توأم سانتوريني” – أو جربة – المصنفة من بين أجمل الجزر في البحر الأبيض المتوسط – خيارًا ممتازًا لقضاء عطلة بأسعار معقولة.
ويؤكد مسؤول من ABTA (رابطة وكلاء السفر البريطانيين) ذلك، موضحًا أنه بالإضافة إلى الشواطئ الرملية الجميلة ورحلات السفاري الصحراوية وإمكانية زيارة الآثار الرومانية، “تقدم تونس أيضًا قيمة ممتازة مقابل السعر”.
ويضيف المتحدث أن المناطق الساحلية مثل الحمامات أو ميناء القنطاوي، أو مراكز العطلات الشاملة، “ستحظى على الأرجح بشعبية لدى أولئك الذين يرغبون في التحكم في تكلفة إجازتهم”.
