قال موقع هسبرس المغربي القريب من دوائر الحكم ” أن هناك تقارب تونسي-جزائري ملحوظ في الآونة الأخيرة جسده حضور قيس سعيد في حفل الاستعراضات العسكرية بالجارة الشرقية، وتوقيعه اتفاقيات مشتركة مع عبد المجيد تبون، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعرفها “دولة قرطاج”.”
وفي المقابل، يهيمن “الصمت السياسي” على العلاقات المغربية-التونسية، لكنه “صمت ناطق” بالنسبة إلى كثير من المتتبعين للمشهد السياسي الإقليمي، لأنه يعكس “الجمود الدبلوماسي” بين العاصمتين في السنوات الأخيرة.
وتمسّكت تونس بموقف الحياد من نزاع الصحراء المغربية منذ حصولها على الاستقلال، لكنها تجد نفسها “محرجة” في ظل توتر العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر، لا سيما أنها تحتاج إلى جهود كلا الطرفين لتحقيق الإقلاع الاقتصادي.”
و تضيف الصحيفة ” لطالما سعت الجزائر إلى جرّ تونس للاصطفاف ضد المغرب في العديد من المواقف الدولية، لكن الرئاسة التونسية تشبثت بنواياها الإيجابية من قضية الصحراء، بدعوتها مرارا وتكرارا إلى إحياء التكتل المغاربي المجهض.
وفي هذا الإطار، قال إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش رئيس منظمة العمل المغاربي، إن “تونس تعيش ظروفا داخلية صعبة في السنوات الأخيرة، خاصة مع إقرار التدابير الاستثنائية والنقاش الحالي بصدد الوثيقة الدستورية”.
وأضاف لكريني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الطرف الجزائري يحاول استغلال الظروف الراهنة بتونس لتجاوز حالة العزلة التي يعيشها في مجموعة من القضايا الإقليمية، بما يشمل قضية الوحدة الترابية”.
وأوضح أن “الرئيس التونسي قيس سعيد يحاول بدوره إعطاء إشارات خارجية على أنه حاضر على المستويين الداخلي والإقليمي”، لافتا إلى أن “حضور الرئيس التونسي الاستعراضات العسكرية الجزائرية، وتوقيع اتفاقيات مشتركة، لا يعكس انحيازه إلى المواقف الجزائرية”.
وأردف الخبير الدولي بأن “المواقف الجزائرية أصبحت محط انتقاد دولي لأنها تعيد إلى الأذهان ظروف الحرب الباردة والصراعات الإيديولوجية وخطابات القطيعة”، وزاد شارحا بأن “تونس والجزائر تعرفان نقاشات كبيرة حول التنمية وتعزيز الممارسة الديمقراطية”.
وخلص الأستاذ الجامعي إلى أنه “يصعب الحديث عن موقف تونسي رسمي يجاري السلوكات اللاشعبية والارتجالية للدولة الجزائرية في المنطقة، لأن من شأن ذلك أن يسيء إلى تاريخ تونس ومواقفها الداعمة للبناء المغاربي منذ عقود طويلة”.
