بدأت إسرائيل بتبني خطة قديمة وغير مناسبة، واستمرت في تجاهل المشورة المهنية والخطر المحتمل على المختطفين – وانتهت بهدوء بعد بضعة أشهر، ولم يتساءل أحد عما إذا كانت قد حققت أي شيء على الإطلاق.
صحيفة هآرتس العبرية تستعرض ملامح مشروع أتلانتس – فشل عسكري متوقع لم يوقفه أحد حتى فات الأوان
كان من المفترض أن يكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة، وحل جديد وسريع وقاتل نسبيًا لإحدى الجبهات الأكثر تعقيدًا في قطاع غزة. أو كما وصفه الجيش: “اختراق هندسي وتكنولوجي مهم للتعامل مع التحدي تحت الأرض”.
وراء كل هذه الأوصاف كان “أتلانتس”، وهو نظام كان من المفترض أن يقضي على أنفاق حماس ويقتل كبار مسؤولي حماس، عن طريق ضخ مياه البحر بكثافة عالية.
تبين أن حماس بنت الأنفاق على مستويات، ومنحدرات، ومزودة بخزانات تجميع للأيام الممطرة وأبواب مقاومة للانفجارات. لديهم طرق لتوجيه المياه إلى نقاط الامتصاص.
بينما كان الباحثون يقومون بعملهم، ويتعلمون ما تغير في القطاع وينظرون في إمكانية حدوث فيضانات، لم ينتظر الجيش الإسرائيلي قبل التصرف، وبدأ في نشر وتفعيل البنية التحتية الجديدة قبل تلقي رؤى وقرارات فرق البحث. وتم وضع خمس مضخات على الساحل، وبدأت في ضخ المياه وإرسالها إلى شبكة الأنابيب، ومن هناك إلى عدد من الأنفاق، ما دفع هيئة المياه للرد بغضب.
بحسب وثيقة أصدرها الخبراء بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء تشغيل أطلانتس، فلم يتم تفعيل الأنفاق وفقاً للتوصيات. ولم يتم الضخ وفقاً لنظرية القتال التي تم تطويرها، ولم يتم جمع أي نتائج ولم يتخذوا القياسات التي تم وصفها”.
غضب الخبراء من أنه طوال الفترة “كان هناك انقطاع بين المصادر في الميدان والوحدة المرافقة من جهة والخبراء الذين خططوا لطريقة التشغيل من جهة أخرى”.
توصل الخبراء إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ في إغراق الأنفاق دون أن يكون لديه آلية لتقييم الإنجاز العملياتي الناتج. ولخصوا الأمر بقولهم: “في الواقع، لا نعرف بأي درجة من النجاح تم تنفيذ العملية”.
الخبراء خلصوا إلى أنه سيكون من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، إغراق الأنفاق أو خلق ظروف لا تطاق لمن بداخلها. لكن آخرين أشاروا إلى أن المصريين بعد انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسًا أغرقوا أنفاق حماس بمياه الصرف الصحي، ما دفع الحركة إلى معالجة التحدي في ذلك الوقت.
يضيف مصدر: “لكن هذا لم يثر اهتمام أحد. لم يكن من الممكن التحدث بمنطق”.