في تدوينة له على صفحته بالفايسبوك كتب الفنان المتميز عدنان الشواشي مدافعا عن تمسكه بالنهج الذي اختاره بعيدا عن منطق السوق ” فنّي غير قابل لأيّ تحوّل جافل صادم لإرضاء نزوات وشطحات ” السّوق ” ، بل سوف أبقى ، هكذا ، كما كنت وكما أرجو أن أكون ولن أغيّر شيئا من مكوّنات خلايا الإبداع في ذاتي ، لأنّني هكذا خُلِقْت وهكذا أموت إن شاء الله”
وجاءت تدوينة الوشواشي للرد على عدة تساؤلات واجهها في ميدانه الفني “من حين لآخر يُطلَب منّي تغيير أسلوبي في التّلحين واتّباع مسالك فنّية يعتبرها نُصّاحي بأنّها “حديثة” ومتطوّرة وبالتّالي أنجع لبلوغ الهدف الأوحد بالنّسبة لكلّ فنّان في كلّ زمان ومكان ، ألا وهو نيل إعجاب النّاس وانتشار أعماله بينهم ورسوخها في ذاكرتهم…
يقولون إنّ العصر قد تغيّر ومعه تحوّلت حاجيات النّاس وأذواقهم و زوايا نظرتهم للأشياء…كلام منطقي ومعقول… فالتّطوّر العلمي والتّكنلوجي فارض ، لا محالة ، مثل هذه التّحوّلات… لكن ، ومهما تطوّرنا ، هنالك ضوابط ومقاييس جماليّة من الأفضل أن لا تتّبع التّيار ولا تجاري نسق ونوعيّة هذه التّغيّرات ، وإلّا فُرض على البلابل تعديل شدوها على مزاج أسماع هذا “الزّمن” ، والأمواج تغيير صوت تلاطمها والزّهور إقتباس ألوان وأشكال أخرى لا علاقة لها بما تعوّدت عليه الأبصار وارتاحت له منذ أن أبدع الرّحمان كلّ المخلوقات على البسيطة وما حولها..
قد أغيّر تركيبة حِبْري ونوعيّة قلمي وحجْم وصنف ورَقي ، لكنّني لست قادرا على تغيير خطّي وأسلوب كتابتي ومنابع وأزواد فكري لفَهم وتحليل وترجمة خواطري وتجسيم خلاصة نفحات مخيّلتي ..
فنّي غير قابل لأيّ تحوّل جافل صادم لإرضاء نزوات وشطحات ” السّوق ” ، بل سوف أبقى ، هكذا ، كما كنت وكما أرجو أن أكون ولن أغيّر شيئا من مكوّنات خلايا الإبداع في ذاتي ، لأنّني هكذا خُلِقْت وهكذا أموت إن شاء الله… نَعم للتّطوّر ، لكن ليس إلى حدّ الإنسلاخ وضياع الهويّة والثّوابت الجماليّة الأزليّة التي لا تقبل ، حسب قناعاتي الفنّيّة الشّخصية تلك التّغييرات الدّخيلة الإعتباطيّة التي يُظنّ ، اليوم ، أنّها إبداعيّة وعصريّة” .