تونس – أخبار تونس
بعد القاء القبض على مجموعة الخمسة التي فرت من سجن المرناقية يوم الثلاثاء الماضي والقاء القبض عليهم بعد أيام قليلة عن هروبهم يبدو واضحا أنه من السذاجة بمكان انتظار نتائج التحقيق الذي وعدت به الجهات المعنية بالقضية خاصة وأن رأس هرم السلطة القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والأمنية كشف منذ الوهلة الأولى عن الجهات المتورطة .
فالرئيس أكد أنها ليست عملية فرار بل هي عملية تهريب وقع التخطيط لها منذ أشهر طويلة ” “عملية التهريب التي وقعت ليست فرارا… كل القرائن والدلائل تشير إلى أن العملية تم التدبير لها منذ أشهر طويلة”.
كما أن الجهة المخططة فقد أشار اليها رئيس الدولة مباشرة “ما حصل ليس مقبولا وهناك تقصير من قبل الأجهزة أو من الأشخاص ويجب ملاحقتهم ومحاكمتهم ومن يعتقد انه سيربك الدولة بتواطئه مع الحركات الصهيونية وبتواطئه مع أطراف في الداخل نقول له إن الدولة لا يمكن إرباكها”.
أما عن أسباب التي دفعت بهذه الأطراف للقيام بعملية تهريب سجناء خطيرين مورطين في قضايا قتل واغتيال فقد حددها رئيس الجمهورية من البداية وهي ” ارباك الدولة ” .
ولكن العملية انتهت كما انطلقت بسلاسة لم يتخيلها كتاب السيناريو في هوليوود ويبدو ان مخططي العملية رغم دعم الصهيونية العالمية أثتبوا أنهم أقل درجة من الهواة .
فالتخطيط لعملية هروب وعلى امتداد أشهر طويلة من المفترض ان يضمن أدنى الاحتياجات للتخفي والتواري عن الأنظار واعداد أماكن الاختفاء مع توفير الضروريات الحياتية الدنيا للهاربين مع دعوتهم لعدم التواصل مع بعضهم البعض لأشهر طويلة مع التأكيد عليهم بضرورة عدم البقاء مع بعضهم البعض والحال ان الاربعة الاخيرين الذين وقع القاء القبض عليهم في الضاحية الجنوبية كانوا متواجدين في مكان واحد .
سلسة الأخطاء هذه تدفعنا الى التساؤل عن مدى حرفية هذا الجهاز الذي تدعمه الصهيونية العالمية التي تدور فلكها اذ تتألف الاستخبارات الإسرائيلية من عدة أقسام، منها جهاز الموساد الذي يُعنى بجمع المعلومات والعمليات السرية خارج إسرائيل، وجهاز الشاباك الذي يركز على مكافحة “الإرهاب” والتجسس داخل إسرائيل، والجهاز العسكري الذي يُعنى بجمع المعلومات العسكرية ودعم الجيش الإسرائيلي.
فكيف لهذه الأجهزة التي تمكنت سنة 1960 من اختطاف النازي أدولف ايخمان ونقله من الأرجنتين الى اسرائيل دون اي ضجيج .. وهذا الجهاز أيضا تمكن من اغتيال أقوى رجال منظمة التحرير الفلسطينية داخل بيته بسيدي بوسعيد في أفريل 1988 دون ان يخلف وراءه اي دليل .
وكذلك عملية اغتيال محمد الزواري في ديسمبر 2016 في مدينة صفاقس وبقيت الى حداليوم يلفها الغموض .
ولكن السؤال الأهم ماالذي دفع بهذه الصهيونية العالمية للمخاطرة برجالها وسمعتها لتهريب 5 من المساجين الذين يحملون الفكر الداعشي .. وما هي قيمة هؤلاء بالنسبة لتنظيم دولي يحسب له ألف حساب ماذا لو فشلت العملية وافتضح امرهم هل يستحق الصومالي ومن معه كل هذه المجازفة .
يبدو جليا ان الملف أغلق منذ ليلة ” تهريب ” هؤلاء الارهابيين الخمسة فالجهة المنظمة أعلن عنها أعلى هرم في السلطة وكذلك دوافع تنظيمها .
فمن سيجرؤ على الكلام ويقدم لنا رواية غير التي استعمنا اليها ليلة الثلاثاء .