الرئيسيةالأولىعملية جربة :حقائق لا بد منها

عملية جربة :حقائق لا بد منها

مازالت عملية جربة التي شهدتها البلاد مطلع الأسبوع الجاري تثير الكثير من نقاط الاستفهام خاصة وان الكثير من الجدل رافقها بخصوص توصيفها ان كانت عملية ارهابية أم أنها عملية اجرامية كما ذهب الى ذلك رئيس الجمهورية ومن خلفه وزير الداخلية ورئيس مجلس نواب الشعب أما وزير الخارجية فقد اعتبرها عملية معزولة دون ان يقدم اي توصيف اضافي .

خارجيا سارع الخارجية الامريكية ومن بعدها فرنسا عبر تغريدة للرئيس ايمانويل ماكرون وكذلك السلطات الألمانية للتنديد بجريمة ” معادة السامية ” .

فرنسا وهو أمر طبيعي فتحت تحقيقا حول ما حصل خاصة وان احد الضحايا يحمل الجنسية الفرنسية وعهد الملف الى النيابة العامة لمكافحة الارهاب .

مقابل ذلك وزارة الداخلية لم تقدم الكثير من المعطيات وهذا أمر طبيعي جدا لأننا مازلنا نجهل الكثير حول ما حدث بوجه الدقة اضافة الى ذلك احالة القضية على القطب القضائي لمكافحة الارهاب الذي سيتولى البحث في تفاصيل ما حدث والوصول الى الحقيقة .

هناك ملاحظات وجب الوقوف عندها قبل البحث في ملابسات ما حدث

أولا – أنه الى حد كتابة هذه الأسطر أي بعد مضي 4 أيام لم يعلن أي تنظيم أو طرف تبنيه للعملية خلافا لعملية 2002 حين سارع تنظيم القاعدة بتبني عملية الغريبة التي أودت بحياة 21 زائرا أغلبهم من الألمان .

ورغم من أنه قيل في البداية أن الأمر هو مجرد حادث، لكن التحقيقات في تونس وألمانيا وفرنسا بينت أن الهجوم كان ارهابيا متعمدا، حيث كان شخص يدعي نزار نوار (24 سنة) هو الإرهابي منفذ الهجوم بمساعدة أقارب له حيث عثر علي تسجيل صوتي فيما بعد «يحمل ألمانيا رسالة».

أدانت معظم دول العالم الهجوم الإرهابي. في مارس 2003. اعتقل 5 أشخاص في اسبانيا  للاعتقاد كونهم مولوا الهجوم، وفي أفريل 2003 اعتقل في باريس  ألماني يدعي «كريستيان جانزارسكي» لعلاقته بالتفجير حيث اتهم بأن لديه علاقات قوية مع جماعة القاعدة الارهابية، وقد اعتقل نتيجة عملية استخبارية مشتركة من مركز استخبارات مكافحة الارهاب قبل  (CTIC)الموجود في باريس.

ثانيا – ان العملية جاءت في اليوم الاخير من احتفالات الغريبة اي بعد أكثر من أسبوع من انطلاقها مع العلم وان الاستنفار الأمني انطلق هناك منذ نهاية شهر أفريل اذ خضع كل من حاول الدخول الى الجزيرة الى عملية تفتيش دقيق . ووفقا للتجارب السابقة وفي العديد من الدول الاخرى التي شهدت حوادث مشابهة فان الايام الاخيرة لاي حدث تشهد ما يعرف بالارتخاء الأمني فما بالك باليوم الأخير ويبدو ان منفذ العملية الذي مازلنا نجهل هويته على وجه الدقة الى حد اليوم درس هذا الأمر بشكل جيد .

ثالثا – لا بد من البحث ان حصل تساهلا مع منفذ العملية بمنطق الزمالة خاصة وان العديد من الشواهد تؤكد انه لا يحمل شارة تسمح له بدخول المنطقة ” المحرمة ” اي منطقة الغريبة .

رابعا – ذهب في اعتقاد العديد من المهتمين بالشأن الأمني ان السر الدفين ذهب لحظة القضاء على المهاجم وهذا أمر لا يعترف ما شهده علم الاجرام من تطور فيما يتعلق بالتقنيات المتوفرة للوصول الى حقائق حتى وان اختفى منفذ الجريمة فهاتفه النقال وأيضا حاسوبه الشخصي ودائرة معارفه كلها ادوات قد تفتح بابا نحو التوصل الى الحقيقة .

خامسا – يقول علماء التشريح أن الجثة تتكلم في قاعة التشريح وتساعد في الوصول الى القاتل فعملية التشريح من شأنها ان تكشف عن ساعة الوفاة وأسباب الوفاة ومصدر الرصاص والمسافة والزاوية أيضا التي اطلق منها الرصاص وان كان جميع من سقطوا في مسرح الجريمة من قتلى وجرحى اصيبوا بنفس السلاح وتلقوا نفس الطلقات وهذا امر سيساعد المحقق ان كان لمنفذ العملية شركاء على أرض الميدان ام ان من بينهم من أصيب بنيران صديقة .

سادسا – يحتاج الأمر أيضا الى عملية تحليل فنية لكل المكالمات الهاتفية التي رصدتها محطات الهاتف في المنطقة قبل وأثناء وبعد حصول الجريمة وهذا يحتاج الى جهد بشري كبير ولكنه سيكون مثمرا ويحسم الكثير من المسائل .

سابعا – كل هذا سيمسح بالخروج باستنتاجات تسمح للمسؤول الأمني صاحب القرار بالتعرف على الثغرات التي حصلت خلال العملية الأخيرة وعدم تكرارها في المستقبل فعلى سبيل المثال التساهل في تأمين المنطقة البحرية التي انطلقت منها العملية والاكتفاء بحارسين فقط .. خاصة وان المجال البحري مفتوح على كل المفاجات اذ لا ننسى ان عملية اغتيال القيادي الفلسطيني الشهيد أبو جهاد انطلقت من شاطئ البحر .

ثامنا – هناك سؤال يطرح اليوم ومازال : هل حققت عملية جربة أهدافها … للرد على هذا السؤال لا بد من العودة الى الحقيقة التالية ” الارهابي لايسعى الى حصول المزيد من الضحايا بقدر سعيه لحصول العديد من المتفرجين ”

يوم الجريمة كانت هناك أكثر من 60 وسيلة اعلامية محلية ودولية على أرض جزيرة الأحلام .

… وأخيرا اذا كان المعتدي أو من يقفون وراء الاعتداء يخططون لضرب الموسم السياحي لماذا لم تكن وجهته احدى الفنادق السياحية المنتشرة في الجزيرة .

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!