مباشرة بعد الاعلان عن نتائج التصويت بخصوص استضافة مقر الوكالة الإفريقية للأدوية التي آلت لرواندا لازم وزير الشؤون الخارجية عثمان الجرندي البيت
لليوم الثالث على التوالي ولا يعرف ما اذاك الأمر يتعلق بوضع خاص ام بسبب غضب رئيس الجمهورية من هذا الفشل الذريع الذي حاول بيان للخارجية التخفيف من وطأته واعتباره نصرا بحصولنا على المرتبة الثالثة .
يبدو جليا ان وزير الخارجية لم يقم بالاتصالات اللازمة مع شركائنا في القارة السمراء ففي مثل هذه المناسبات تتم عمليات المقايضة بهذا الملف أو ذاك وهو امر متعارف عليه في المنظمات الدولية او حتى في العلاقات بين الدول فهل تحادث وزير خارجيتنا مع وزير الخارجية الجزائري لمطالبته بدعم ترشح تونس وبالتالي ان يطلب منه بطريقة ديبلوماسية الانسحاب من المنافسة اما بخصوص المغرب التي ترشحت هي الاخرى لاحتضان الوكالة فيبدو انه لم يجر اي اتصال مع وزير خارجيتها فالعلاقة يسودها البرود منذ مدة .
وفي مثل هذه الحالات عندما تفشل الاتصالات على المستوى الوزاري فان الرؤساء وبطلب من وزير الخارجية هم من يقومون بهذا الدور ولكن هل قال الجرندي كل الحقيقة لرئيس الجمهورية هذا غير معلوم الى حد الساعة .
والأهم من كل هذا فان تونس هي الأجدر في الحصول على شرف احتضان هذه الوكالة فالملف على المستوى التقني هو ملف دسم فتونس هي دولة رائدة في صناعة الأدوية من حيث عدد المختبرات او من حيث زادها البشري وهذا مشهود به ليس افريقيا فقط بل حتى على المستوى العالمي .
مع العلم ان ابناء وزارة الخارجية الذين أمسكوا بهذا الملف لم يتركوا اي ثغرة تقنية قد يدخل منها منافسي تونس ولكن في النهاية لم يجدوا السند الديبلوماسي القادر على المناورة واقناع الاصدقاء والمنافسين … فوزير خارجيتنا فشل في اقناع أقرب حلفائنا وهو الجزائر فما بلك باقناع بقية الاعضاء وخاصة المنافسين منهم .
*** مبادئ أساسية في السياسة الخارجية
تتدخل وزارة الخارجية بصفات متعددة، في قيادة علاقاتنا بالدول الأجنبية .
* تقوم في البداية بمهمة إعلام رئيس الجمهورية والحكومة بتطور الظرف الدولي و بالأوضاع في الدول الأجنبية. تؤدي هذه المهمة سفارات تونس وقنصلياتها في الخارج التي تقوم، انطلاقا من مصادر متنوعة، بتوجيه رسائل إلى تونس، ذات طبيعة سياسية واقتصادية وثقافية أو تعاونية.
* تؤدي أيضا مهمة تصور سياسة تونس الخارجية. تقترح الوزارة توجهات سياستنا الدولية، انطلاقا من المعلومات الواردة من المراكز الدبلوماسية والقنصلية.