تغزو الأسواق العالمية يوما بعد يوم أنواع مخدرة مختلفة؛ من بينها مادة “أكسيد النيتروس” المعروفة باسم “غاز الضحك” أو “البروتو”، المستعملة في صفوف الشباب والمراهقين والتي تخلف أضرارا كثيرة تصل حد الاختناق والموت.
وأعلنت مصالح الأمن المغربية أن عناصر الشرطة بولاية أمن طنجة تمكنت، أول أمس الثلاثاء، من حجز شحنة من مادة “أكسيد النيتروس” الكيميائية، التي يشتبه في حيازتها وتهريبها لأغراض التخدير.
وعرّف محمد حواشي، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب، (Protoxyde d’azote) “أكسيد النيتروس” بأنه “غاز مؤكسد وعديم اللون وذو رائحة ونكهة حلوة قليلا، يتم استخدامه في المجال الطبي ممزوجا بالأوكسجين للتخدير وكمسكن للألم، ويستعمل في مجال الطهي لموزعات الكريمة المخفوقة”.
وقال حواشي، ضمن تصريح لموقع هسبريس، إن “الصيدليات لا تتوفر على هذا الغاز ولا تقوم بترويجه”، مرجحا إمكانية استخدامه “في المصحات والمستشفيات ونحن بعيدين عنه”، مطالبا بضرورة “تقنين بيعه واستعماله حتى لا يتم استخدامه في خارج إطاره الصحي”.
وأوضح نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب أنه بات يتم استخدامه في بالونات ويتم استنشاقها عبر الفم أو ما يسمى بـ”النفاخة”، موضحا أنه “يتم ترويجه على شكل كبسولات يتراوح ثمنها ما بين 15 و30 درهما؛ وهو نوع جديد من المخدرات المستعملة في صفوف الشباب”
و قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن “الأمر يتعلق بأول غاز تم استخدامه في التخدير في العمليات الجراحية منذ حوالي 150 سنة، إلا أنه على مر السنوات بات يستخدم بشكل أقل”.
وشرح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن “أكسيد النيتروس” “غاز معروف بكونه يقلل الإحساس بالألم ويعطي إحساس الفرح والنشوة والضحك. ومن هنا، جاءت تسميته بغاز الضحك”، مفيدا بأن المراهقين يتناولون هذا الغاز بطرق مختلفة.
وأكد المتحدث ذاته أنه “لم يعد يستعمل في الطب؛ لأن تأثيره ضعيف، ونظرا لمضاعفاته”.
وفي هذا الصدد، أوضح الطبيب ذاته أن “أكسيد النيتروس” “مادة باردة جدا يمكن أن تؤدي إلى ما يسمى بـ”الحريق بالبرودة” على مستوى الأنف والحنجرة، ويؤدي إلى دوخة وسقوط مفاجئ عقب الاستعمال، وله آثار على الجهاز العصبي وأيضا على جهاز الدم إذ يؤدي إلى أنيميا ونقصان فيتامين B12، كما يؤدي إلى الاختناق”.