قبل ايام قليلة عن موعد المولد النوبوي الشريف قامت السلطات الجهوية بعمليات تطهير وتنظيف للفسيقية ولكن العملية لم تتوقف عند هذا الحد بل قام الاعوان هناك بطلاء جنبات الفسيقية بالجير وهو ما يعد اعتداء صارخ على طبيعة الفسيقية وجمالها خاصة وان صيانة مثل هذه المعالم هو من عمل المتخصصين المدربين على ذلك وتحديدا وزارة الثقافة التي من المفترض ان تستنجد بخبراء في صيانة المعالم التاريخية .
وكانت وزيرة الشؤون الثقافية، حياة قطاط القرمازي، أعلنت يوم 7 مارس الماضي أنّ المملكة العربية السعودية وافقت على صرف جزء من الهبة المخصصة لـ “ترميم جامع عقبة إبن نافع والمدينة العتيقة وتثمين فسقية الأغالبة”، في إنتظار إستكمال الدراسات.
وأضافت الوزيرة، خلال زيارتها لولاية القيروان، أنّ الهدف من زيارتها هو الإطلاع عن قرب على المعالم التاريخية بالجهة، لإعداد قائمة في الحاجيات، حسب الأولويات لمدها إلى الطرف السعودي، مشدّدة على ضرورة تضافر الجهود من أجل النهوض بالواقع المرير ومواجهته بكل شجاعة، قائلة “لقينا ورثة ولابد من المواجهة ومن الضعف نصنعو قوة”.
ويرجع تاريخ بناء فسقية الأغالبة ( فسقيات الأغالبة ) إلى أواسط القرن التاسع ما بين عامي 860 و862 ميلادي، وذلك أثناء حكم دولة الأغالبة، وتحديدا في عهد أبو إبراهيم بن الأغلب.
وتم بناؤها خارج أسوار المدينة العتيقة في القيروان.
ومثلت هذه الأحواض سابقة في هذا المجال على امتداد القرون والعصور الوسطى.
تبلغ المساحة الإجمالية لهذه الأحواض 11.000م2، أما سعتها فتتجاوز 50م2.
تتكون الأحواض من جزأين:
– الجزأ أو الحوض المركزي فيها كبير وذو شكل دائري يصل قطره إلى 127م ويبلغ عمقه الخمسة أمتار.
– والحوض الآخر هو الصغير الملاصق له.
وذكرت المصادر أن هذا الجزء كان يضم برجا ذو طوابق عديدة، يقصده الأمير للراحة والاستجمام، إلا أن هذا البرج اندثر وزال ومحي أثره كليا مع مرور السنوات.