تعليقا على المبادرة التي تقدم بها عدد من نشطاء المجتمع المدني لدعم ترشح الفنان نصر الدين السهيلي حذر الوزير السابق فوزي بن عبدالرحمان من استسهال قيادة البلاد
مؤكدا في تدوينة له على صفحته بالفايس بوك مساء اليوم ان البرنامج الذي تقدم به السهيلي ومن وراءه المجموعة التي تسانده لا يخلو هو الاخر من شعبوية
يقول بن عبد الرحمان :
“البحث عن الخلاص الجماعي يستوقفنا للحديث عن طبيعة الازمة التي نعيشها و لطرح اسئلة هامة متعلقة بها قبل التعرض للوسائل و الطرق للخروج منها.
في تقديري، هي ازمة متعددة الجوانب فهي سياسية و إجتماعية و إقتصادية و هي قيمية كذلك، و هي ازمة دولة و ازمة مؤسساتية و هي ازمة معرفية و أزمة طموح و تموقع في عالم متغير و متسارع التغيير و لذلك فإني أعتبر أننا نمر ب#أزمة_حضارية خانقة و هو ما يمثل مفترق طرق في هذا الظرف بالذات نتيجته إما الخروج نهائيا من حالة الهوان أو الإضمحلال الحضاري النهائي.
بعض الأسئلة التي يجب علينا طرحها : هل نحن داخل الدورة الحضارية الإنسانية أو خارجها؟ هل أن قيم الأنسنة في تقدم أو تقهقر عندنا؟ هل أن لدينا مقومات الأمة أم نحن شتات أفراد و قبائل (بالمعنيين التقليدي و المعاصر)؟ هل أن قيم الحداثة (أو قيم الأنوار إن أردتم) في تقدم أو تقهقر لدينا ؟ هل أن مستقبلنا خير من حاضرنا أم العكس؟ هل لدينا وجود حضاري يميزنا عن بقية الحضارات أم نحن في طريق الإضمحلال الحضاري؟ هل نحن نعيش في الماضي أو في المستقبل و هل لدينا الوعي الكافي بهذا المستقبل؟ هل لدينا مقومات السيادة و ما معنى ذلك عمليا في واقع اليوم ؟ هل لدينا مقومات الإستدامة لأجيالنا القادمة ؟
هي أسئلة وجب طرحها و وجبت الإجابة عليها بكل تجرد و واقعية. أجوبة صريحة ترجع لنا صورتنا كما هي و لا كما نشتهي أن تكون. الإجابة ينبغي أن تكون جماعية. البعض من أصدقائي يعتقد أننا لا نملك حتى النخب الكافية عدديا و معرفيا للإجابة و لذلك يتحدثون كذلك عن أزمة نخب. لا أظن ذلك شخصيا مع إعترافي أن التخصص المعرفي المبالغ فيه مع الإستقالة الطوعية لهذه النخب هي عوامل تذهب في إتجاه رأيهم.
الازمة مركبة و معقدة و الخروج منها هو قطع مع عقل سياسي عقيم و هو لا يخص عشيرة بعينها او عشرية بعينها فهو عابر للأجيال و لذلك لن يكون ذلك ممكنا الا اذا عقدنا العزم أن نتغير داخليا و ان نغير طريقة تفكيرنا العقيم و المتكلس.
الخروج من الأزمة المركبة الحضارية لن يكون الا بوضع اسس #ميثاق_جمهوري جديد يضع أسس #تعاقد_إجتماعي متجدد نحدد فيه طموحا جماعيا مشتركا و هو بالضرورة #طموح_حضاري قبل كل شيء.
هو طموح يحمل على الأقل بعضا من العناوين التالية : المرور إلى مجتمع معرفة، الوعي بالعالم و متغيراته، تركيز بناء مؤسسات جمهورية تكتسب مناعة ذاتية ضد الإستباحة و الإختراق و التوظيف، تغيير عقيدة الدولة و تنظيمها في سبيل خدمة الشأن العام، النهوض بعوامل التحضر و الحضارة، القضاء الدائم على عراقيل خلق ثروة كافية و إدماجية و مستدامة و هي عديدة، بناء أسس تعاقد إجتماعي جديد يشمل كل الأنظمة.
أعتقد أننا غير جاهزون اليوم لذلك لأسباب عديدة أولها الطبيعة الشمولية و الإستبدادية لمنظومة الحكم الحالية و ثانيهما عدم وجود مشترك أدنى لدى القوى المعارضة بل وعدم الرغبة في إيجادها و ثالثها إستقالة جماعية للنخب الفكرية و رابعها هشاشة الوساطات المؤسساتية و خامسها القصور المعرفي و الحضاري الآني و سادسها التكلس الايديولوجي القاتل.
و مع ذلك لا بد لنا و لا مناص لنا من الشروع في ذلك مع ما و من يتوفر لنا من إمكانيات.
سأرحب بكل تفاعلاتكم في هذا الموضوع مقرا أني لا أمتلك أي حقيقة فيه و أن شكي لم يستطع دحضه الا الإطلاع على بعض التجارب المقارنة الناجحة في مجتمعات و أزمان أخرى لست متيقنا البتة في صلاحيتها لنا. الشكوك أكبر من اليقين في هذا الموضوع، و مع ذلك لا ارى شخصيا طريقا آخر للخروج من هذه الازمة المركبة و هذا لا يعني البتة التوقف عن مقاومة منظومة الخطر الجاثم، #منظومة_الرداءة_و_التفاهة القائمة و التصدي لها بكل الوسائل السلمية المتاحة في نفس الوقت.”