تعمل روسيا على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع أفريقيا، بما في ذلك العمل على اتفاقيات الإعفاء من التأشيرة مع تسع دول أفريقية.
وحسب أليكسي كليموف، رئيس الدائرة القنصلية في الدبلوماسية الروسية، فإن هذه الاتفاقيات ستسمح لمواطنيها بالدخول بدون تأشيرة للإقامة قصيرة المدى تصل إلى 90 يومًا.
ورغم أن موعد تطبيق هذه الإجراءات لم يتم تحديده بعد، إلا أنها تظهر اهتمام موسكو المتزايد بتعزيز تعاونها مع القارة الأفريقية في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية.
وتشكل هذه الجهود جزءاً من ديناميكية أوسع للتقارب بين روسيا وأفريقيا. وفي السنوات الأخيرة، زادت موسكو من مبادراتها لتأكيد نفسها كشريك مميز للدول الأفريقية، لا سيما من خلال التعاون العسكري ومبيعات الأسلحة والمشاركة في قطاع الطاقة. كما تم تنظيم مؤتمرات قمة ثنائية، مثل القمة الروسية الأفريقية، لتسهيل التبادلات وتطوير استراتيجيات التعاون.
وفي سياق عالمي يتسم بالمنافسة بين القوى العظمى، تسعى روسيا إلى وضع نفسها كبديل للشراكات التقليدية التي تحتفظ بها البلدان الأفريقية مع جهات فاعلة مثل الاتحاد الأوروبي أو الصين. تهدف اتفاقيات التأشيرات هذه، بالإضافة إلى أنها ترمز إلى الانفتاح الدبلوماسي، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية، من خلال تسهيل التبادلات بين المواطنين ورجال الأعمال في المنطقتين.
وإلى جانب اتفاقيات الإعفاء من التأشيرة، تعمل روسيا أيضًا على زيادة وجودها العسكري والتكنولوجي في أفريقيا، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في بعض البلدان التي تعاني من صراعات داخلية. تعكس هذه الاستراتيجية رغبة موسكو في توسيع نفوذها وتعزيز دورها كلاعب عالمي على الساحة الدولية، وخاصة في المناطق النامية.
وبالتالي، فإن هذه الاتفاقيات قيد الإعداد يمكن أن تمثل مرحلة جديدة في التعاون الروسي الأفريقي، مع تعزيز قدر أكبر من التنقل بين الشريكين. وفي انتظار التنفيذ الفعال لهذه الإجراءات، فإن هذا الإعلان يوضح رغبة موسكو في إعادة تعريف علاقاتها مع أفريقيا على أسس أوسع واستراتيجية.