كتاب صدر هذا الشهر للكاتب الاستقصائي الأمريكي بوب وودوورد، المشهور بفضح وثائق ووترغيت، التي أسقطت الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون، بعنوان «الحرب» يتناول فيه الكواليس الخلفية لثلاث حروب، أوكرانيا وغزة والسباق إلى البيت الأبيض بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
الكتاب وثق لقاءات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع بعض الزعماء العرب حول الحرب على غزة. كشف وودوورد في الكتاب مزاعم كثيرة ومثيرة عن علاقة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بنيامين نتنياهو، خلال الحرب على غزة.
ويتضمن الكتاب تفاصيل عن لقاءات وزير الخارجية بلينكن مع بعض الزعماء العرب في جولاته للمنطقة بعد عملية طوفان الأقصى. وهذه بعض الادعاءات المقتبسة من الكتاب، توضح مواقف بعض الزعماء العرب، لنعرف أن الحرب على غزة ليست فقط حرب إسرائيل والولايات المتحدة، بل وبعض الدول العربية أيضا.
– في يوم 13 أكتوبر 2023 زار بلينكن الملك الأردني عبد الله الثاني، فقال له الملك: «قلنا لإسرائيل ألا تفعلي هذا، قلنا لهم ألا يأمنوا حماس. حماس هي من جماعة الإخوان المسلمين. يجب على إسرائيل هزيمة حماس. لن نقول ذلك في العلن لكننا ندعم هزيمة حماس».
– في يوم 14 أكتوبر 2023 زار بلينكن أبوظبي والتقى بمحمد بن زايد فقال له: «يجب القضاء على حماس، لقد حذرنا إسرائيل مرارا من أن حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، يمكننا أن نمنح الوقت لإسرائيل للقضاء على حماس، ولكن يجب عليها أولا أن تساعدنا لكي نهدئ مواطنينا من صور العنف والدمار في غزة، وذلك بإدخال المساعدات وإنشاء مناطق آمنة والسيطرة على عنف المستوطنين في الضفة الغربية. فلتساعدنا تجاه مواطنينا وسنمنحها المساحة للقضاء على حماس».
– في 14 أكتوبر 2023 زار بلينكن الرياض والتقى أولا بوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، فقال له: «كان يجب على إسرائيل أن لا تأمن لحماس، وقد حذرنا نتنياهو من ذلك مرارا، فحماس هي جماعة الإخوان المسلمين. وواصل وزير الخارجية السعودي قوله: «الجماعات الإرهابية لا تحاول القضاء على إسرائيل فقط، بل تريد الإطاحة بزعماء عرب آخرين، نحن قلقون مما ستخلفه عملية إسرائيل على أمننا جميعا، وما سيأتي بعد حماس قد يكون أسوأ، فداعش جاءت بعد القاعدة وهي أسوأ منها، ولن نقوم بدفع دولار واحد لإعادة إعمار غزة بعد الفوضى التي قام بها نتنياهو».
– صباح يوم 15 أكتوبر 2023 قام بلينكن بمقابلة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان – فقال لهم بن سلمان: «أريد أن تختفي المشاكل التي أحدثها 7 أكتوبر. يجب أن تقوم دولة فلسطينية قبل التطبيع مع إسرائيل. أنا لا أريد ذلك ولكنني احتاجه لتبرير التطبيع، أريد العودة إلى رؤية 2030 بالتطبيع مع إسرائيل. يجب ان تكون غزة هادئة أولا لنقوم بالتطبيع مع إسرائيل» .
– قبل عودة بلينكن إلى إسرائيل عرج على مصر فالتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، فطلب السيسي من الوفد الأمريكي الخروج ليبقى مع بلينكن بمفردهما، فكان كل كلامه يتمحور حول نقطة واحدة وهي أنه «يريد فقط الحفاظ على السلام مع إسرائيل». التقى الوفد المرافق لبلينكن، بعد خروجه من اللقاء بطلب من السيسي، بوزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل. فقدم عباس كامل معلومات مهمة للوفد الأمريكي عن عمق وامتداد الأنفاق تحت غزة. ووضح لهم أن حركة حماس متحصنة بغزة وسيكون من الصعب القضاء عليها، ويجب على إسرائيل أن لا تدخل غزة دفعة واحدة، بل يجب ان يكون ذلك على مراحل. وأن تترك المجال لقادة حماس بالخروج من الأنفاق قبل أن تقوم بقطع رؤوسهم مرة واحدة».
.