كشف تقرير من صحيفة لوموند الفرنسية عن مساعي روسيا إلى إنشاء قاعدة بحرية في ليبيا الأمر الذي قد يشكل تهديدا استراتيجيا للغرب في المنطقة خصوصا وسط الصراع بينهما في القارة الأفريقية التي يتخذ من الأراضي الليبية موقعا للتوسع العسكري بالمنطقة.
وحسب تقرير لوموند فقد بدأت موسكو منذ العام 2017 في بناء شبكة نفوذ بالقارة، امتدت من السودان إلى النيجر، مرورا بليبيا و بوركينا_فاسو و مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى و مدغشقر.
وذكر التقرير أن موسكو حققت ذلك من خلال تعزيز وجودها العسكري والإعلامي في سياق الصراع المتجدد بين الشرق والغرب، الذي أشعلته الحرب في أوكرانيا.
ووفق التقرير فلم يعد هناك شك في تواجد روسيا بأفريقيا، حيث تحولت من كيان غير ملموس إلى واقع جيوسياسي بارز، يعيد تشكيل التوازنات بين القوى في جنوب البحر المتوسط وتحديدا في ليبيا عن طريق إنشاء قاعدة_بحرية هناك.
وأوضح التقرير أن روسيا تملك استراتيجية جديدة في أفريقيا، بعدما أعادت قمة روسيا – أفريقيا تأكيد التزام موسكو بالترويج لـعالم متعدد الأقطاب، على الرغم من تراجع مستوى تمثيل الدول الأفريقية مقارنة بالقمة السابقة في سوتشي عام 2019.
وأكدت لوموند أن روسيا استفادت من نزاعات وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وجنوب البحر المتوسط وتحديدا في ليبيا منذ سنوات وحتى الآن.
وتواجه روسيا تحديات اقتصادية، حيث لا يزال اقتصادها محدودا نسبيا مقارنة بالدول الكبرى. مع ذلك، فهي تهيمن على سوق الأسلحة في أفريقيا، حيث تستحوذ على 40% من السوق القاري. واختتم التقرير أن أفريقيا وساحل البحر المتوسط يعد خطاً جغرافيا استراتيجيا رئيسيا في الصراع المتصاعد بين روسيا والغرب، حيث تتشكل تحالفات جديدة قد تُحدد مستقبل العلاقات الدولية في القارة.
