بالرغم عن وجود أمثلة متعددة للإقامات الفنية في تونس وخارجها فإنها المرة الأولى التي تنظم فيها إقامة فنية في الصحراء ببادرة من أستاذ الموسيقى الدكتور رضا بن منصور الذي ينظم إقامة فنية في صحراء دوز من 24 إلى 26 فيفري الجاري.
تحت مسمى (مهرجان الابداع الفني في الصحراء- نجع الفن) تنتظم الإقامة الفنية الأولى في شكل ورشات فنية مختلفة حسب اختيار المشاركين تحت إدارة موسيقيين لامعين في ميادينهم المختلفة. فهناك مثلا ورشة الموسيقى والآلات تحت إشراف الموسيقار الفنان محمد علي كمون وهناك أيضا ورشة المالوف بأشراف أستاذ الاختصاص غي الراشيدية البشير البحوري، ويمكن للشغوفين بالرقص والكوريغرافيا الالتحاق بورشة ثالثة للكوريغراف بإشراف فنان الكوريغراف المعروف مروان الرويني وتختص ورشة رابعة في الإيقاظ الموسيقي للطفل تحت اشراف الأستاذ هيثم شقرون.
ولطالما كانت الصحراء في تراثنا وفي التراث العالمي مصدرا للوحي والابداع للمتنسكين والرهبان والشعراء وقد قال القديس الفرنسي الذي ترهبن في الصحراء الجزائرية شارل دي فوكو في هذا المجال:” لابد من المرور بالصحراء والإقامة فيها لاستقبال رحمة الله” وأضاف:” الصحراء جميلة والصمت رائع ولكن لابد من الجهد لبلوغهما..”.
وفي هذا الصدد فإن مهرجان الابداع الفني في الصحراء يقام في مخيم بصحراء دوز وهو مخيم وادي الرمل الذي يقع تحت الخيام الصحراوية. هذا المخيم البعيد عن ضوضاء الحياة الصاخبة يوفر الهدوء والصمت اللذان يجتمعان لضمان الأجواء الضرورية للخلق والابداع. وسوف يقضي المقيمون في المهرجان ليلتين وثلاثة أيام للاستمتاع بهذه “الخلوة” للبحث عن الوحي والإلهام. وسوف يتمكن المشاركون في هذا الالتقاء الكبير مع الفنانين من مختلف الاختصاصات من تجسيد ابداعاتهم معا وربما من الخروج بمشاريع فنية مشتركة تتبلور بعدئذ وتقدم للجمهور في كل مكان.
سيكون الفنانون المشاركون في إطار مكاني وثقافي ملهم ومحفز من أجل أن يختتم المهرجان بمجموعة من الأفكار ومن اللمسات الأولى لمشاريع فنية ضخمة تنبثق عن الورشات واللقاءات التي يوفرها المهرجان والإقامة الفنية، وسيكون المشاركون مدعوون كل ليلة لحفلات فنية محلية علما وأن نهاية الإقامة ستخصص لعرض ليلي كبير لأعمال الورشات المختصة .