سيدعى نصف سكان العالم ومن بينهم التونسيين الذين هم في سن التصويت إلى صناديق الاقتراع في اقتراع حر أو محدد مسبقًا.
من المتوقع أن يكون العام المقبل مليئا بالانتخابات، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ إنشاء حق الاقتراع العام في عام 1792 في فرنسا، عندما كان للرجال فقط حق التصويت. وفي عام 2024، سوف يصل عدد السكان الذين يعيشون في البلدان التي ستُجرى فيها الانتخابات إلى 4.1 مليار نسمة ـ أي نصف سكان الكوكب. سيتم تنظيم عمليات تصويت متعددة (رئاسية، تشريعية، إقليمية، بلدية) في 68 دولة. ومن بينها الولايات المتحدة، والبرازيل، والمكسيك، والهند، وباكستان، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وروسيا، أو ثماني من الدول العشر الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.
ومن المقرر أن تخوض كل من موريتانيا وتونس والجزائر تباعًا انتخابات الرئاسة خلال العام الجاري، حيث تنتهي مدة الولاية الأولى لرؤساء هذه البلدان.
وانطلق حراك سياسي مبكر حول احتمال التجديد لهؤلاء القادة أم أن المواعيد سوف تحمل مفاجآت غير متوقعة.
وبين الدول المغاربية المعنية تقف ليبيا في وضع استثنائي سياسي غامض منذ ديسمبر 2021 حين تأجلت الانتخابات الرئاسية، ومن وقتها تكرَّس الانقسام الحكومي واستمر جدل غياب قاعدة دستورية توافقية تُجرى على أساسها الانتخابات.
أحزاب الأغلبية بموريتانيا تدعم الغزواني
وفي موريتانيا، انتخب محمد ولد الشيخ ولد الغزواني رئيسًا للبلاد في جوان 2019 خلفًا لمحمد ولد عبدالعزيز الذي أدين بخمس سنوات سجنًا نافذة مع مصادرة حقوقه المدنية عقب اتهامه في القضية المعروفة إعلاميًا بفساد العشرية.
وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في نواكشوط يوم 22 جوان 2024، موعدًا لإجراء الاقتراع الرئاسي، واستبقتها أحزاب الأغلبية الحاكمة في نوفمبر بإعلان تمسكها بترشيح الغزواني لعهدة جديدة. وحسب بيان مشترك لها جاء إعلانها للتأكيد على استمرار برنامجه والعمل من أجل التحضير الجيد للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومع عدم اتضاح صورة كاملة للمرشحين كانت سيدة الأعمال الموريتانية والخبيرة في شؤون القارة الأفريقية، بليندا فال، أول من أعلنت ترشُّحها لخوض الاستحقاق الرئاسي، إلى جانب الناشط الحقوقي والبرلماني المعارض بيرام الداه اعبيد الذي يرغب في خوض التجربة، بعد أن حل في انتخابات العام 2019 ثانيًا بعد الغزواني.
تونس في الخريف القادم
أما بالنسبة لتونس فلم يبد بعد الرئيس قيس سعيد نيته الترشح لولاية ثانية، علمًا أن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر قال في 25 ديسمبر الماضي إن الانتخابات الرئاسية ستُجرى في موعدها خلال في 2024، وذلك ردًا حول ما أثير عن تأجيلها.
وقبل ذلك قال رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم 6 أفريل 2023، خلال تواجده في ولاية المنستير لإحياء الذكرى 23 لرحيل الحبيب بورقيبة، أنّه “ليس مستعدا لتسليم الوطن لمن لا وطنية له”، وفق تعبيره.
وفي ردّه على سؤال حول ترشّحه للانتخابات المقبلة من عدمه، قال سعيّد إنّ قضية الترشّح مسألة سابقة لأوانها، مضيفا أنّه لا يرى نفسه في منافسة مع أيّ كان.
وقال: “أتحمّل المسؤولية ولن أتخلّى عنها.. لست مستعدا لأن أسلّم وطني لمن لا وطنية له”.
وتابع: “الترشّح لا يخامرني، بل يخامرني تحمل المسؤولية والقضية قضية مشروع وليس أشخاصا”.
وأفاد استطلاع آراء أنجزته مؤسسة «زغبي» الأميركية خلال نوفمبر 2023، أن 21.1% من التونسيين ينوون التصويت لصالح الرئيس الحالي قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتلى سعيد في القائمة رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى التي حلت في المرتبة الثانية من نوايا التصويت، وفق مجلة «جون أفريك» مساء الثلاثاء.
البرلمان الجزائري يطالب تبون بولاية ثانية
في الجزائر، تقلد تبون السلطة في 12 ديسمبر العام 2019 في أول انتخابات رئاسية من نوعها شهدتها البلاد بعد الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة في أبريل من العام ذاته قبل أن تجري محاكمة شقيقه ورؤساء حكومة ووزراء بعدة تهم من بينها التأثير على العملية الانتخابية السابقة.
وطالب نواب بالبرلمان الجزائري تبون بالترشح لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في ديسمبر 2024 وهو ما رد عليه بالقول «إن شاء الله يمنحنا الصحة الكافية» من دون أن يعلن رسميًا ترشحه للرئاسيات المقبلة».
بنغلاديش المحطة الأولى للمهرجان الانتخابي
ومن المقرر أن تكون بنغلاديش المحطة الأولى للمهرجان الانتخابي، حيث ستُعقد اليوم الأحد 7 يناير انتخابات تشريعية، وسط مقاطعة من الحزب القومي البنغالي، وهو أبرز أحزاب المعارضة احتجاجًا على القمع الهائل الذي يتعرض له.
وفي 13 جوان تتجه الأنظار نحو تايوان، حيث من المرتقب أن تؤثر نتائج الانتخابات المزدوجة، الرئاسية والتشريعية، بشكل كبير على مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
كما ينتظر أن تجري إندونيسيا وباكستان، وهما الدولتان الرابعة والخامسة من حيث عدد السكان في العالم، على التوالي، انتخاباتهما في فيفري المقبل.
وبإندونيسيا، تشير التوقعات إلى أن برابوو سوبيانتو، صهر الرئيس السابق سوهارتو ووزير الدفاع الإندونيسي الحالي، سيحل زعيمًا جديدًا للبلاد، فيما تعول إسلام آباد من جانبها على الانتخابات التشريعية للخروج من الأزمة السياسية التي أدت إلى الإطاحة برئيس الوزراء السابق عمران خان وسجنه.
لننتقل لشهر مايو، المقرر أن تُعقد انتخابات تشريعية غير مفاجئة في الهند، إذ من الواضح أن حزب الشعب الهندي، حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، سيكون الفائز.
وعلقت «لوموند»، أن الدول التي ستجرى فيها الانتخابات طوال العام 2024 تختلف اختلافًا كبيرًا في أحجامها، وأنظمتها السياسية، وتأثيرها، فبعض الانتخابات ستكون محسومة، فيما ستتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة، إذ إن العودة المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة ستكون محل اهتمام في العالم أجمع.
تشويق في أوروبا خلال جوان
وفي القارة العجوز، قد تؤدي انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو المقبل إلى صعود اليمين المتطرف الشعبوي والمُشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي؛ في حين سيكون التغيير ممكنًا أيضًا في جنوب أفريقيا، «حيث يخاطر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي يتولى السلطة منذ نهاية الفصل العنصري، بخسارة أغلبيته»، وفق الجريدة الفرنسية.
ومن ناحية أخرى، لا يتوقع أن يحصل أي تحول في روسيا أو إيران في ظل استخدامهما لانتخابات «لإضفاء مظهر من الشرعية»، وفق تعبير «لوموند».