استقبلت رئيسة الحكومة نجلاء بودن وخلال أقل من سنة في مناسبتين المدير العام للخزينة الفرنسية ورءيس نادي باريس Emmanuel Moulin الذي حل بتونس يوم أمس أين استقبلته السيد بودن بقصر الحكومة بالقصبة، رفقة أندري باران André Parant، سفير فرنسا بتونس.
و حسب بلاغ لرئاسة الحكومة فان هذا اللقاء يندرج “في إطار سنة التشاور وتبادل الرؤى القائمة بين تونس وفرنسا في مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية والمالية. “
وأكد المسؤولان الفرنسيان، في هذا الإطار، التزام بلادهما بدعم جهود تونس للمضي قدما في مسارها الإصلاحي الضروري لاستعادة عافيتها الاقتصادية ونسق نموها ورفاهها الاجتماعي.
وكان مولان زار تونس يوم 31 جانفي2022 بدعوة من السلطات التونسيّة. وكان مصحوبا برئيسة قسم الشؤون الثنائية وتدويل المؤسسة بالخزينة، مغالي سيزانا.
وأوضحت السفارة الفرنسية في حينه أن الزيارة تندرج في إطار التبادل المنتظم بين فرنسا وتونس وأن المحادثات مع المسؤولين في تونس اهتمت، خصوصا، بالمسائل الاقتصادية والمالية ودعم فرنسا للإصلاحات، التّي تعتزم تونس إجرائها في إطار مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي.
يشار إلى أنّ زيارة مولان، الذّي يضطلع، أيضا، بمهمّة رئاسة نادي باريس، أثارت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي وبعدد من وسائل الإعلام بخصوص إمكانية لجوء تونس إلى نادي باريس.
ووفقا لمما تسرب من معلومات عن الزيارة السابقة كانت لها ، 3 أهدافيتعلّق الأوّل منها ب”بالتحسيس” و”التشديد” على أهميّة “الجانب السياسي” واقتراح المساعدة لإنهاء برنامج للإصلاح بغاية إرضاء متطلّبات صندوق النقد الدولي وبقيّة المموّلين واقتراح المساعدة لأجل إحداث وكالة للتصرّف في الدين العمومي ووكالة للتصرّف في مساهمات الدولة”
من هو نادي باريس
في العام 1962، أصبح «نادي باريس»، إلى جانب صندوق النقد والبنك الدوليين، بمثابة أداة إستراتيجية للدول المتقدمة، كي يكون لها قبضة على الإقتصاد العالمي.
وتشكل «نادي باريس» من 11 دولة متقدمة في بادئ الأمر، وإرتفع بعد ذلك العدد إلى 19 دولة ثم إنضمت دولة مؤخراً ليصبح العدد 20.
من أبرز تلك الدول أستراليا، والولايات المتحدة، والدنمارك، وفرنسا، وألمانيا، وإيرلندا، وإيطاليا، واليابان، وروسيا، والسويد، وسويسرا، وبريطانيا وكندا، وهي عبارة عن الدول الدائنة، وأحيانا ينضم لها دول أخرى غير دائمة في بعض المناسبات.
الهدف
يلتقي أعضاء «نادي باريس» كل ستة أسابيع في بيرسي بفرنسا ، ويترأس هذا الإجتماع – الذي يحضره مسؤولون من الـ 20 دولة – مسؤول رفيع المستوى من وزارة المالية الفرنسية. خلف الأبواب المغلقة، يتم مناقشة العديد من القضايا المالية المتعلقة بالدول المدينة، والتي أثقلت الديون كاهلها، ربما نتيجة حروب أو صراعات دموية أو أزمات إقتصادية.
ويكمن الهدف العام لـ «نادي باريس» في مساعدة الدول المدينة على سداد ديونها، والخروج من أزماتها المالية، وتحسين أحوالها الإقتصادية والحيلولة دون إفلاسها.
وتتم جدولة ديون تلك الدول من قبل النادي بتوصية ضرورية من صندوق النقد الدولي، وتالياً، لا بد أن تكون الدولة عضواً في الصندوق، وأبرمت إتفاقاً معه، وقبل جدولة ديونها بواسطة النادي، ستكون قد مرت بالعديد من الإجراءات التقشفية وبعض الإصلاحات الأخرى.
ويتم اللجوء لـ «نادي باريس» لإعادة جدولة الديون أو شطب جزء منها أو إلغائها بالكامل كملاذ أخير غالباً قبل التعثر في السداد.
كيفية أداء المهمات
عند تقدم دولة مدينة بطلب لجدولة ديونها أو شطب البعض منها كملاذ أخير، يُرسل صندوق النقد الدولي برنامجه وشروطه التي إتفق عليها مع تلك الدولة لـ «نادي باريس» لمراجعتها ومعرفة مدى إلتزام تلك الدول بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
ويتم عقد مناقشات بين مسؤولي «نادي باريس» ومندوب الدولة المدينة لبحث كيفية الخروج من أزمتها والحيلولة دون إفلاسها، وفي هذه الأثناء، تتم جلسة أشبه بإستجواب للدولة المدينة وهنا تكمن قوة الدول الأعضاء.
ثم يخرج مندوب الدولة المدينة من الإجتماع، وتنعقد جلسة مغلقة على الدول الأعضاء للنادي لبحث كيفية جدولة ديون هذه الدولة، وإخراجها من أزمتها ومدى إمكانية شطب ديونها، وبعد التوصل إلى إتفاق مشترك، تبلغ المقترحات للمدينين لبحثها مجدداً.
ويرى بعض الخبراء أن وجود دولة مدينة في مناقشات مع «نادي باريس» أشبه بالخضوع بالنظر إلى كيفية الإستجواب والمفاوضات معها وعرض الشروط والمقترحات عليها.
أمثلة على مهام «نادي باريس»
أبرم «النادي» إتفاقاً في أفريل عام 2003 مع إندونيسيا لإعادة جدولة ديون بقيمة 5.4 مليارات دولار، كما أعاد جدولة ديون بقيمة 12.5 مليار دولار مع باكستان في العام 2001 على مدار فترة تمتد لـ38 عاماً.
في العام 2001 أيضاً، تم جدولة ديون يوغوسلافيا بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ويُحدد جدول السداد بحسب مدى قدرات تلك الدولة وإمكاناتها الإقتصادية بناء على توصيات صندوق النقد الدولي.
قدم «نادي باريس» توصيات للتعامل مع الأزمات، ففي العام 1999، إتجه وفد من النادي إلى كوبا لبحث ديونها المقدرة بـ 11.2 مليار دولار.
ومنذ العام 1956، أبرم «نادي باريس» مئات الإتفاقيات مع عشرات الدول المدينة حول العالم من دول إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، وتجاوزت الديون التي تم التفاوض عليها نصف تريليون دولار حتى تاريخه.
وقدم «نادي باريس» تسهيلات مالية للبلدان المتضررة من الزلازل والكوارث الطبيعية من أجل سداد إلتزاماتها المالية على غرار ما حدث بعد زلزال المحيط الهندي في العام 2004.