بعد ثلاث سنوات عاد رئيس الجمهورية للحديث على ضرورة تجديد العتاد العسكري لتونس وذلك خلال لقائه بوزير الدفاع الوطني عماد مميش يوم أمس لطرح نفس الموضوع وفي ذات الظروف أيضا فلقاء سعيد بمميش جاء عقب سقوط مروحية عسكرية راح ضحيتها 4 عسكريين وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية ” تم التعرض، خلال هذا اللقاء، إلى ضرورة تجديد العتاد العسكري لأن مثل هذه الحوادث التي يمكن أن تشهدها أي دولة تحصل للأسف في تونس نتيجة لتآكل عدد من المعدات وهو ما أدى ولازال إلى مثل هذه الفواجع. . ”
ويوم 6 أكتوبر 2020 دعا الرئيس قيس سعيد، الى تجديد أسطول الطائرات العسكرية في البلاد.
جاء ذلك خلال مقابلة سعيد مع وزير الدفاع انذاك إبراهيم البرتاجي، على خلفية تحطم طائرة عسكرية من نوع “إف 5” ومصرع قائدها في محافظة تطاوين (جنوب).- أنظر الصورة تحت –
ووفق بيان للرئاسة التونسية، تطرق اللقاء إلى “حادثة سقوط طائرة عسكرية، التي كانت تقوم بمهمة عملياتية بالعمق الصحراوي، ما أسفر عن وفاة قائدها”.
وأشار قيس سعيد إلى “أهمية تجديد أسطول الطائرات والعمل على تحسين المعدات العسكرية”.
وأكد حرصه على “ضرورة توفير الاعتمادات اللازمة لذلك بما يستجيب لحاجيات المؤسسة العسكرية”.
ولكن هل لدى تونس القدرة المالية لاقتحام سوق الأسلحة الذي يعد
قالت وزارة الدفاع التونسية، الإثنين، إنها اشترت 8 طائرات تدريب عسكرية من الولايات المتحدة في إطار خطة لتجديد أسطول طائرات التدريب التابعة للقوات الجوية.
وأضافت الوزارة في بيان أن الصفقة أبرمت بين الحكومة الأميركية وشركة “Textron Aviation Defense” وسيتم بموجبها اقتناء 8 طائرات تدريب جديدة بتوابعها مع أنظمة محاكاة الطيران لتدريب الطيارين والتقنيين من نوع beechcraft t-6 texan ii ويبلغ سعر الطائرة الواحدة بأسعار اليوم 8.9 مليون دولار اي ان القيمة الجملية للصفقة بلغت 71.2 مليون دولار اي 214 مليون دينار تونسي مع العلم وان ميزانية وزارة الدفاع لهذا العام قدرت بنحو 3.989 مليون دينار ثلثيها يوجه للأجور .
وستعمل الطائرات على توفير “التدريب الأساسي والمتقدم” وفقا لبيان الوزارة، الذي قال إن الدفعة الأولى ستسلم لتونس “خلال شهر مارس 2023، فيما يتم استكمال بقية الطائرات خلال شهر أكتوبر سنة 2026”.
وأضافت أن الجزء الأكبر من تمويل الصفقة سيكون من خلال المنحة الأميركية وستدفع تونس الباقي.
ولا يعرف ما اذا كان ستتواصل عمليات التسليم في موعدها أم ان الصفقة ستكون ضحية للقرار الأمريكي بتخفيض المساعدات العسكرية لتونس وهو ما أكده السفير الأمريكي الجديد بتونس جوي هود في حوار مع صحيفة الصباح في عددها الصادر يوم 23 فيفري 2023 “أن التعاون الاستخباراتي والمعلوماتي بين تونس والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب مستمر.”
وأقرّ السفير بتراجع المساعدات الأمريكية العسكرية، قائلا إن بلاده تريد أن يتبيّن لها توجّهات تونس وشكل الديمقراطية فيها في المستقبل، حتى تفهم طبيعة المساعدات المطلوبة، على حد قوله.
واعتبر السفير الأمريكي أن حكومة الرئيس جو بادين لا تعتمد ضمانات القروض في التعامل مع أي دولة، وفق تصريحه.
مع العلم ان حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لتونس وفق تحقيق أجراه موقع الكتيبة بلغت أوجها سنة 2020، اذ مثّلت نسبة 37% من جملة المساعدات ورصدت وزارة الدفاع الأمريكية وحدها ما قيمته 92 مليون دولار مساعدات للمؤسسة العسكرية التونسية. ورصدت ميزانية بقيمة 100 مليون دولار بعنوان “النزاعات، السلام والأمن” كان نصيب إصلاح المنظومة الأمنية 94% منها.
سنة 2021، انخفضت تماما المخصّصات الأمريكية لتونس من 277 مليون دولار إلى حوالي 45 مليون دولار فقط أي ما يقارب السدس. والملاحظ هنا أن المخصّصات العسكرية بلغت الصفر.
جيش الطيران اليوم
جيش الطيران التونسي حاليًا عددًا من الطائرات من طراز F-5 Tiger II و MB326 و L-59T و SF260 التي تتوزع أدوارها بين مهام قتالية وأخرى تدريبية. الطائرة الأولى من طراز F-5 Tiger II هي طائرة هجوم أرضي نفاثة أمريكية، قامت بأوّل طيران لها سنة 1959، ثم دخلت الخدمة بعد ذلك سنة 1962، وتستطيع حمل حمولة تزن 6.8 طن من تشكيلة صواريخ متنوعة وحاويات الوقود الخارجية.
كما تمتلك القوات الجوية التونسية 8 طائرات تدريب أخرى من نوع MB-326، وهي طائرة تدريب إيطالية تستطيع القيام بمهام قتال وقصف أرضي، بسبب تسليحها بمدفعين عيار 12.7 ملم من نوع Browning وقادرة على حمل صواريخ و قنابل.
هناك أيضًا طائرة التدريب Aero L-59 T التي تمتلك تونس منها 12 طائرة، وهي طائرة تدريب تشيكية متقدمة قادرة على القيام بمهام القصف والهجوم الأرضي، وقد قامت الطائرة بأول تحليق لها في 30 ديسمبر (كانون الأوّل) 1986، ودخلت الخدمة في بداية التسعينيات، والنسخة «T» هي النسخة المخصصة لتونس، وتخدم الطائرة في تونس ومصر والتشيك.
تمتلك تونس أيضًا 14 طائرة تدريب من نوع Aermacchi SF.260، وهي طائرة تدريب عسكرية تستطيع القيام بمهام القتال الخفيف، كما يمكن لها حمل 600 كيلوجرام من الحمولة على جناحيها، يمكن أن تحمل فيها صواريخ وقنابل غير موجهة.
شهد تصنيف الجيوش العربية لعام 2023، تغييرات هامة من حيث الترتيب العالمي، مقارنة بعام 2022، وفق مؤشر “غلوبال فاير باور” الأمريكي.
وحافظت الجيوش العربية الخمسة الأولى على ترتيبها عربيا، بينما دخلت دول جديدة وسقطت أخرى ضمن قائمة أكبر 10 جيوش عربية حافظت تونس على المرتبة 73 عالميا، لكنها تقدمت إلى المرتبة التاسعة عربيا بعدما كانت في المرتبة 11..
معايير جديدة
حيث أدخل “غلوبل فاير باور” عدة مؤشرات جديدة وحذف أخرى، ورفع عدد الجيوش محل الدراسة من 140 في 2022 إلى 145 في 2023، ما أحدث تغييرات بارزة في ترتيب جيوش العالم.
ومن المرجح أن تكون الحرب الروسية الأوكرانية وما خلفته من أزمة طاقة عالمية، دفعت المؤشر الأمريكي إلى إضافة الغاز والفحم إلى النفط، ضمن الموارد الطبيعية، سواء من حيث الإنتاج والاحتياط أو الاستهلاك.
حيث ارتفع عدد المؤشرات من 50 مؤشرا في 2022 إلى 53 مؤشرا في 2023.
لكنه أيضا اعتمد على المعيار التكنولوجي في ترتيب الجيوش، بشكل يمكّن الجيوش الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية في البلدان الأصغر، من التنافس مع الجيوش الأكبر والأقل تطورًا في الدول الكبرى، من خلال منح مكافآت وعقوبات خاصة، دون أن يظهر ذلك في المؤشرات.
إذ وجهت في السابق عدة انتقادات للمؤشر الأمريكي بأنه لا يأخذ في الحسبان نوعية السلاح وتطوره، ويركز أكثر على العدد وتنوع مصادر القوة سواء البشرية أو البرية والجوية والبحرية، وكذلك الموارد الطبيعية والجغرافيا والتمويل واللوجيستيك.